يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

طرابلس تجتاحها السرقات والجرائم الفردية.. وحملات ضد المخدرات

Thursday, December 2, 2021 8:49:57 PM

عند ساحة التل في طرابلس شمالي لبنان، يكتظّ المارة ذهابًا وإيابًا لتسيير شوؤنهم وشراء حاجياتهم، وكأن وتيرة العيش في هذه المدينة المنهكة تسير بشكل طبيعي. وفي مطلع الشهر الأخير من عام 2021، يتزاحم الناس عند مكاتب تحويل الأموال، وأمام الصرافات الآلية، وداخل الأسواق للتبضع بما تيسر في ظل الغلاء الفاحش بالأسعار.

لكن خلف هذا المشهد، تعيش المدينة حالة من الغليان الشعبي والتسيب غير المسبوق، نتيجة ما تشهده من جرائم قتل فردية مروعة، وارتفاع كبير بمعدلات السرقة وتعاطي المخدرات والاتجار به، والسلاح غير المرخص بيد الأفراد.

وحسب معلومات "المدن"، بدأت شعبة المعلومات حملتها في الساعات الأخيرة لإلقاء القبض على بعض المتورطين بعمليات الاتجار بالمخدرات. وذلك على إثر الجريمة المروعة التي وقعت قبل يومين في محلة المنكوبين، بعد إقدام م.أ. (يبلغ نحو 30 عامًا) على إطلاق النار على شقيقته الطفلة التي لم تتجاوز 13 عاماً، وهو في حالة إدمان، وفق شهادات أهالي المنطقة. لكن الفاجعة، تجسدت بمقتل الشاب نفسه. وثمة تضارب بين روايتين. الأولى تقول أنه أقدم على إطلاق النار نحو نفسه، فيما الرواية الثانية المرجحة، أن والده، وهو عسكري متقاعد، أقدم إثر هول مشهد الجريمة ومقتل ابنته، على إطلاق النار نحو ابنه، وما لبث أن فارق الحياة. فيما التحقيقات مستمرة.

وقبلها، وقعت جريمة مروعة أخرى في محلة ضهر المغر، عند ضفاف نهر أبو علي، حيث أقدم شاب على طعن جدته بسكين طعنات عدة، ففارقت الحياة فورًا، وهو يخضع للتحقيق أيضًا، وتداول أهالي المنطقة أخبارًا عن تعاطيه الحبوب المخدرة.

انتشار المخدرات
هذه الجريمة التي تجسد مرة جديدة استضعاف الفتيات القاصرات اللواتي تعيش نسبة كبيرة منهن تحت وطأة التهديد المتواصل وعدم الأمان، وقد تضاعف أكثر بعد تدهور الأوضاع في لبنان، تعكس أيضًا حجم الهشاشة الأمنية في البلاد. وبالتالي، تتجاوز بُعدها كجرائم فردية إلى ظاهرة اجتماعية تهدد من يسكن في بيئات مهمشة.

وفي السياق، يشير رئيس بلدية طرابلس رياض يمق لـ"المدن"، أن الوضع على خطورته في طرابلس، لكن الأحداث الواقعة تبدو نتيجة طبيعية لحالة الفلتان الأمني وارتفاع معدلات الفقر وضخ كميات ضخمة من المخدرات بيد الشباب في طرابلس.

ويؤكد يمق أن من يقومون بعمليات السرقة في طرابلس، ليس بدافع الفقر وحسب، وأن معظمهم ليسوا من الفقراء، "بل إن المدينة تعاني من انتشار عصابات السرقة المنظمة، التي امتهنت عمليات النشل وشتى أشكال الاعتداءات والسلب بالممتلكات الخاصة والعامة وطالت أيضًا محتويات سوق الخضار الجديد".

وإذا كان الوضع الأمني غير مضبوط على مستوى لبنان، حسب يمق، لكنه يبدو على درجة أسوأ في طرابلس، في ظل غياب العقاب، وعدم المحاسبة الجدية لمرتكبي جرائم السرقة".

ويشير يمق إلى أن القوى الأمنية، تتذرع أحيانا بعدم وجود أماكن لديها لسجن السارقين، وخصوصا في السرقات التي تصنفها خفيفة!
هذا، ويستغرب مصدر أمني التركيز على طرابلس دون سواها، مؤكدًا أن ما تشهده من عمليات سرقة وجرائم فردية ينتشر بكل لبنان نتيجة الظروف المعيشية، وليس الشمال حصرًا، داعيًا لعدم إثارة الهلع بين السكان، "لأن الأجهزة الأمنية تبذل جهدًا كبيرًا للحفاظ على أمن السكان في كل مكان".

وعن انتشار المخدرات، يقول المصدر الأمني إن انتشارها في طرابلس ليس حديثًا، والمفارقة راهنًا هي زيادة الإقبال عليها لأن أسعارها لم ترتفع نسبيًا، مؤكدًا على المتابعة الأمنية الكثيفة للكل المروجين لها في المدينة.

في هذا الوقت، تنشط عصابات الاتجار بالمخدرات. وسبق أن حذرت "المدن" منها بتقارير سابقة، ويجري العمل على ملاحقة بعضها. لكنها وفق المعطيات، تحولت إلى تجارة مربحة جداً لأصحابها، ويحظى بعضهم بالغطاء والدعم، وهم يستغلون حالة الفراغ والعبثية لدى آلاف الشباب العاطلين عن العمل والمراهقين الذين تسربوا من المدارس.

سرقات مقلقة
في هذه الأثناء، أوقفت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي شابين في طرابلس، لتورطهما بسرقة كميات من النفط الخام المخزنة داخل أنبوب النفط العراقي الذي يرتبط بمنشآت طرابلس.

وحسب بيان المديرية، "بعد عملية رصد ومراقبة دقيقة، تمكنت دوريات من الشعبة من توقيف المذكورين، بالتزامن، في مدينة طرابلس. وضُبط في محلٍ عائد للموقوف الثاني، في المنية، حافلتا فان من نوع هيونداي بداخل كل منهما خزان حديدي سِعة ألفي ليتر. وأحد الخزانَين ممتلئ بالنفط الخام المسروق. إضافة إلى ضبط مضخة وخرطوم، يُستخدمان في عملية سرقة النفط. كذلك ضُبط بحوزة الموقوف الأول، كمية من حشيشة الكيف". وبالتحقيق معهما، "اعترفا بتنفيذ أكثر من 10 عمليات سرقة، استهدفت أنبوب النفط المذكور، وبيعها في بلدة وادي خالد، وذلك بالاشتراك مع أشخاص آخرين، متوارين عن الأنظار".

توازيًا، تعرضت سوبر ماركت في منطقة مشروع محرم–طرابلس لعملية سطو مسلح من قبل شخصين ملثمين قاما بسلب المال من صاحب المحل بعد تهديده بقوة السلاح. كذلك، وقعت اليوم في ابي سمراء–طرابلس سرقة عدد من "موتورات" المياه التابعة لاحد المباني في المنطقة.

وفي وقت سابق، أصدر محافظ لبنان الشمالي القاضي رمزي نهرا تعميمًا قضى باتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة لمكافحة ظاهرة نشل المواطنين، عبر تكثيف الدوريات الأمنية.

وواقع الحال، يحذر كثيرون في الشمال من استمرار عمليات الجرائم الفردية والسرقة وانتشار المخدرات، والتي تعزز بدورها اللجوء للأمن الذاتي في ظل هشاشة الأمن من قبل الدولة، ما ينذر بانفجار اجتماعي وشيك، قد يجعل فئات من المواطنين بمواجهة بعضهم بعضًا.

المدن

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

القرم: الحاجة ملحّة لبنى تحتية للإتصالات تواكب التطور

اللواء ابراهيم: إسرائيل غير حاضرة ولا مصلحة لأميركا في نشوب حرب في الإقليم

وفد من حزب الله في كليمنصو وبحثٌ في تطورات الجنوب والمستجدات السياسية وازمة النازحين

عقيص واسطفان: لا نريد معاملة السوريين بعنصرية بل تطبيق القوانين وتنظيم وجودهم

شيخ العقل يلتقي ميناسيان .. فرونتسكا: الأمم المتحدة تدعم جهود الحكومة للحفاظ على لبنان

أمانات السجل العقاري في جبل لبنان تحدد موعد تسليم المعاملات

الجميل التقى فرونتسكا: تأجيل الانتخابات البلدية استكمالٌ لشلّ مؤسسات الدولة

الدويهي وعطالله شددا على ضرورة ايجاد حلول لمخالفات تملك الاجانب