يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

حلف جديد لمواجهة الصين يثير غضب فرنسا: أستراليا خانتنا وبايدن تصرّف كترامب

Thursday, September 16, 2021 5:35:27 PM

أحدث التحالف الأميركي - البريطاني - الأوسترالي المفاجئ، والرامي خصوصاً إلى مواجهة الصين، خضة في شرق آسيا، وأثار غضب باريس التي شعرت بأنّها "طُعنت في الظهر"، في حين جزم الاتحاد الأوروبي أنّه "لم يتم إبلاغه" بالأمر.

وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الأوسترالي سكوت موريسون، قد أعلنوا مساء أمس، عن تشكيل شراكة دفاعية أمنية جديدة باسم "أوكوس".

وستكون المبادرة الأولى للتحالف الجديد إنشاء غواصات نووية للبحرية الأوسترالية، التي تراجعت عن اتفاق مع فرنسا قيمته 66 مليار دولار للحصول على غواصات غير نووية.

"طعنة في الظهر"

إلى ذلك، اعتبرت فرنسا، اليوم الخميس، أنّ أوستراليا وجّهت لها "طعنة في الظهر"، وأنّ الرئيس الأميركي جو بايدن اتخذ قراراً مفاجئاً، على طريقة الرئيس السابق دونالد ترامب".

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان لإذاعة "فرانس إنفو": "إنها حقاً طعنة في الظهر. أقمنا علاقة مبنية على الثقة مع أوستراليا، وهذه الثقة تعرضت للخيانة"، مضيفاً أنّ "هذا القرار الأحادي والمفاجئ وغير المتوقع يشبه كثيراً ما كان يفعله ترامب".

بدوره، أكّد الاتحاد الأوروبي أنّه "لم يتم إبلاغه" بشأن هذا التحالف الأمني الجديد، حيث أشار المتحدث بإسم السياسة الخارجية للاتحاد بيتر ستانو أنّه على اتصال مع الشركاء "لمعرفة المزيد حول هذا التحالف".

وعلى غرار بايدن الذي وصف باريس بأنها "شريك أساسي"، أرادت بريطانيا أن تطمئن فرنسا. فقال وزير دفاعها بن والاس: "ليس لدينا نية فعل أي شيء يمكن أن يغضب الفرنسيين".

لكن في الواقع، فإن الشراكة الأمنية الجديدة ألحقت انتكاسة كبيرة باستراتيجية باريس في منطقة المحيطين الهندي والهادئ المبنية على شراكات مع الهند وأوستراليا.

كيف بدأت المشكلة؟

وبدأت المشكلة حين قررت أوستراليا الاستثمار في الغواصات الأميركية التي تعمل بالطاقة النووية وإلغاء عقدها مع فرنسا لبناء غواصات تعمل بالديزل والكهرباء بسبب البيئة الاستراتيجية المتغيرة، بحسب ما قال رئيس الوزراء سكوت موريسون في وقت سابق اليوم.

أتى ذلك بعد أن أعلن الرئيس الأميركي، أمس، عن تحالف أمني جديد مع أوستراليا وبريطانيا من شأنه تطوير أسطول غواصات أوسترالية تعمل بالطاقة النووية.

نتيجة لذلك، أخطرت أوستراليا فرنسا بأنها ستلغي عقدها مع شركة "دي سي إن اس"، المملوك أغلبها للحكومة، لبناء 12 من أكبر الغواصات التقليدية في العالم، وتبلغ قيمة الصفقة 66 مليار دولار ولطالما اعتبرتها فرنسا "صفقة القرن" بالنسبة لصناعاتها الدفاعية، وهذا ما دفعها إلى اعبار الخطوة الأوستراليّة "طعنة وخيانة".

يُذكر أن أوستراليا كانت أنفقت 2.4 مليار دولار أوسترالي (1.8 مليار دولار أميركي) على المشروع منذ أن فاز الفرنسيون بالعقد عام 2016، إلا أن رئيس وزرائها أوضح أن تكنولوجيا الغواصات النووية الأميركية لم تكن خيارا متاحا لبلاده عندما تم إبرام الصفقة الفرنسية.

الكرملين يبحث عن الأهداف

من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن الكرملين "يدرس بعناية" المعلومات حول تحالف أوستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا، من أجل "تحديد موقفه"، معتبرا أنه "من الضروري فهم أهداف وغايات التحالف، بينما هناك القليل من المعلومات".

"صفقة غير مسؤولة"

وندّدت الصين بالصفقة "غير المسؤولة إطلاقاً"، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينيّة تشاو ليجيان أمام الصحافة إنّ "التعاون بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأوستراليا في مجال الغواصات النووية يزعزع بشكل خطير السلام والاستقرار الاقليميين، ويكثّف سباق التسلح ويقوّض الجهود الدولية باتجاه إزالة انتشار الأسلحة النووية".

على الإثر، قال جونسون إنّ اقتناء أوستراليا غواصات تعمل بالدفع النووي "سيساعد في الحفاظ على السلام والأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".

واعتبر أنّ هذه الخطوة "لم يكن المقصود منها أن تكون معادية لأيّ قوة أخرى".

ولم يأتِ بيان القادة الثلاثة الأميركي والأوسترالي والبريطاني على ذكر الصين واكتفى بالإشارة إلى "السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، لكن ممّا لا شكّ فيه أنّ التحالف الجديد يهدف قبل كلّ شيء إلى مواجهة الطموحات الإقليمية لبكين.

من جانبه، وجّه رئيس الوزراء الأوسترالي إثر الإعلان عن معاهدة "أوكوس" إلى الرئيس الصيني شي جينبينغ "دعوة مفتوحة" للحوار.

"قرار أحادي مفاجئ"

ولطالما كرّر الرئيس الأميركي منذ انتخابه القول إنّه ينوي على غرار سلفه مواجهة الصين، ولكن بطريقة مختلفة تماماً عن التي اعتمدها الملياردير الجمهوري والتي اتّسمت بمواجهة مباشرة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

ويجمع بايدن في 24 أيلول في واشنطن رؤساء وزراء كلّ من أوستراليا والهند ناريندرا مودي واليابان يوشيهيدي سوغا لإعادة إطلاق التحالف الرباعي المعروف باسم "كواد" او "الحوار الأمني الرباعي".

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

بالصور - قطار روسي في مصر!

بالفيديو - إصابة وزير الأمن القومي الاسرائيلي ايتمار بن غفير بحادث سير مروّع!

أردوغان: قطعنا علاقاتنا التجارية مع “إسرائيل”

اسرائيل تجهز مشفى تحت الأرض

الحوثي: جنود العدو طيور بط في مرمى النيران.. وعمليات “حزب الله” منكلة به

لإجبار الفارين من القتال على العودة... هذا ما قامت به كييف!

بالصورة - السنوار يتجوّل في غزّة!

إصابة 4 جنود إسرائيليين على الحدود اللبنانية