يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13

القطاع الاستشفائي الخاص بحاجة ماسة إلى دعم خارجي

Thursday, September 9, 2021 3:31:17 PM

عقدت نقابة المستشفيات لقاءً مع عدد من ممثلي السفارات العاملة في لبنان والمنظمات غير الحكومية، المحلية والدولية، صباحاً في بيت الطبيب - قاعة الوليد بن طلال، جرى خلاله عرض للتحديات التي تواجه القطاع الاستشفائي الخاص في لبنان والذي اصبح بحاجة ماسة الى دعم خارجي في غياب توافر الحلول الداخلية.

وشارك في اللقاء نقيب المستشفيات سليمان هارون، نقيب الأطباء في بيروت شرف ابو شرف، اعضاء مجلس ادارة نقابة المستشفيات وممثلين عن البنك الدولي، منظمة الصحة العالمية، وكالة التنمية الاميركية، الوكالة الفرنسية للتطوير، منظمة فرسان مالطا وعن السفارات الاسترالية، السويسرية، الاسبانية، البولندية، المصرية والتركية الى جانب وفد من اطباء بلا حدود.

هيكل

بداية، رحّب منظّم اللقاء عضو مجلس نقابة المستشفيات ريشار هيكل بالمشاركين، بعدها شرح الهدف من هذا اللقاء وقدم لمحة عن واقع القطاع الاستشفائي الخاص الذي تتوزع اسرته بين اقامة قصيرة واقامة طويلة ومنها ما هو تابع لارساليات دينية ومنها لجمعيات واخرى لافراد. وركز على المصاعب التي تواجه القطاع بفعل الازمة الاقتصادية اذ اصبح الامر يتعلق بموت المريض الذي لم يعد بمقدوره الدخول الى أي مستشفى.

ابو شرف

من جهته، أكد ابو شرف في كلمته على العلاقة الممتازة مع نقابة المستشفيات في لبنان، قائلاً: "في الواقع، نجحنا معًا في جعل بلدنا "مستشفى الشرق". واليوم، لا يزال تعاوننا شاملاً في مواجهة جائحة كوفيد -19، وكذلك في مواجهة الأزمة الاقتصادية الصعبة التي تعطل قطاع المستشفيات والطب والتمريض. للأسف، وجد لبنان نفسه فجأة محروما من الصحة العامة، وبدأ آلاف اللبنانيين يعانون من نقص الرعاية الصحية وحتى الجوع. السلطات والطبقة السياسية غير مهتمة بهذه الأزمة المسؤولة عنها. ورغم ذلك، فإن مشاكلنا الاقتصادية والمالية معروفة للجميع، مع الإدراك أن المساعدة المتبادلة ضرورية لحلها. من بين المشاكل التي نواجهها، تحتل الصحة مكانة أساسية. الصحة في حد ذاتها مؤشر أساسي؛ اليوم، يعاني المرضى ويُحرمون من الأدوية التي يحتاجونها. آلاف الأطباء والممرضات يهاجرون. تقفل المستشفيات بعض أقسامها بسبب نقص مادة المازوت والمستلزمات الطبية والأدوية والممرضات. ومن بين كل هذه المصائب، تبقى الأزمة الاقتصادية والفساد داخل المؤسسات من الأسباب المباشرة. نتيجة لذلك، فقدت العملة الوطنية ما يقارب 90٪ من قيمتها، والخوف من الأسوأ موجود. ما زلنا نأمل ألا يشهد لبنان مصير دول معيّنة في إفريقيا وآسيا وأميركا في الإفلاس الكامل. لذلك، يجب أن نتعاون بشكل عاجل في خدمة الفئات المريضة والمحرومة في المجتمع، وصولاً الى طريق الخلاص والشفاء. خلاف ذلك، هناك خطر كبير أن يهلك لبنان بل ويضمحل، كما قال رئيس الكنيسة المارونية مؤخرًا.

حان وقت المساعدة المتبادلة. لم تعد هناك لحظة نخسرها. يجب على المنظمات والهيئات الدولية التدخل وتقديم الدعم المالي والمادي المباشر للقطاعات الصحية والتعليمية والمصرفية والاجتماعية التي تمرّ بأزمة. حان الوقت لتقديم التضحيات والمساعدة بشكل ملموس وعملي، وليس شفهيًا فقط، للمستشفيات وكذلك للطاقم الطبي والتمريضي. الحياة أغلى بكثير من المال أو الدواء الذي يجمعه بعض الناس عن طريق الاحتيال، بينما يموت الناس من الجوع أو المرض".

هارون

بدوره، شكر هارون المشاركين في اللقاء على تضامنهم مع القطاع الصحي، مشيراً إلى أن "بالطبع، أنتم جميعاً تدركون الصعوبات التي يواجهها لبنان. قبل عامين، لم يكن أحد يعتقد أننا سنصل إلى هذه النقطة. لم نتخّيل قط في أسوأ كوابيسنا أنه يمكن الوصول إلى هذا العمق. في كل مرة نعتقد أننا وصلنا إلى نهاية سقوطنا نفاجأ بمزيد من التدهور. لم تكتف الدولة في لبنان بتدمير نفسها، بل سحقت معها القطاع الخاص من دون استثناء القطاع الصحي. مع حد أدنى رسمي للأجور يناهز الدولار الواحد في اليوم، لم يعد بإمكان هذا البلد تحمّل تكاليف علاج مرضاه بالأدوية واالمستلزمات والمعدات الطبية المستوردة من الغرب. لا يستطيع الأطباء والممرضات توفير حياة كريمة لأسرهم. والآن، مع الرفع التدريجي للدعم، نتجه نحو كارثة حيث لن يتمكن معظم السكان من الحصول على العلاج سواء داخل المستشفيات أو خارجها، بينما الدولة غير قادرة على مواجهة هذا التحدي. سيموت الناس في المنزل أو حتى في المستشفيات بسبب نقص العلاج المناسب. لهذا السبب، نحن بحاجة إلى الدعم، ليس من أجل إنقاذ المستشفيات، ولكن لضمان معاملة الناس بشكل صحيح وخصوصاً الفقراء.

تسبّب جائحة Covid-19 وانفجار مرفأ بيروت وتفكّك الاقتصاد خسائر فادحة في المستشفيات. وتراجعت بشكل كبير قدرتها على دعم المحتاجين. نسعى للحصول على الدعم الخارجي لتجنّب المزيد من المعاناة بين الفئات الأكثر ضعفاً. الدعم الذي يمكن توجيهه خارج بيروقراطية الدولة، ويمكن متابعته مع استهداف أكثر الناس حاجة. الشعب اللبناني غاضب. ووصلنا الى هذا الواقع نتيجة تمسّك السلطة الحاكمة بقوانين انتخابية مشوّهة، وهي الطبقة التي قادت البلاد إلى كارثة".

حمندي

بعد ذلك، عرض خبير الادارة الاستشفائية وامين سر نقابة المستشفيات محمد علي حمندي ملخص دراسة اعدتها النقابة، قارنت فيها بيانات ما قبل العام 2020 مع بيانات الاشهر الستة الاولى من العام 2021. واظهرت الدراسة ان الوضع الصحي والاستشفائي وصل الى درجة عالية الخطورة من النواحي الآتية:

وصول المرضى الى الخدمة الصحية
القوى العاملة الصحية
الطاقة
الادوية
وتبيّن ان 30% من اسرة المستشفيات الخاصة اقفلت، فيما انخفض عدد دخول المرضى بنسبة 25%، كما ان نسبة اشغال المستشفيات لا تتجاوز 55%. وتراجعت بدورها نسبة زيارة اقسام الطوارىء 14% اضافة الى صعوبة معالجة مرضى الطوارىء بسبب النقص الحاد في الادوية الحيوية. هذا وانخفض عدد العمليات الجراحية بنسبة 37% ومرضى السرطان بنسبة 14%. اما بالنسبة إلى مرضى غسل الكلى فإن التعرفة الحالية هي 13 دولاراً فيما الكلفة الفعلية هي 26 دولاراً، علماً ان هؤلاء المرضى يعانون من نقص حاد في الادوية. وفي ما يتعلق بالعناية الفائقة بشكل عام والعناية الفائقة المخصصة لحديثي الولادة فهناك مشكلة فقدان الادوية ونقص لافت في عدد التمريض والاطباء المتخصصين. وفي غضون ذلك، اظهرت الدراسة ان الموازنة المرصودة للصحة تقلصّت 12 ضعفاً بما لا يتوافق مع الكلفة الحقيقية.

وللإشارة، من المتوقع ان تصل هجرة القوى العاملة من ممرضين وممرضات واطباء الى مستوى خطير نهاية العام الحالي، ما سيحول دون امكانية تشغيل اقسام متخصصة. كما تعاني المستشفيات من مشاكل توفير قطع الغيار ومادة المازوت والبنزين للعاملين والماء والدواء والمستلزمات الطبية ووصلت الأمور الى الخطوط الحمراء.

وخلصت الدراسة الى ان استمرار الوضع الحالي سيؤدي حتماً الى كارثة صحية على المواطن، وبالتالي، ستكون له تداعيات خطيرة على استمرار خدمات المستشفيات، وسينعكس زيادة في عدد الوفيات، كما وفي المضاعفات المرضية، الى جانب تأخير العلاج وصعوبة حصول المريض على العناية الصحية .

وطالبت المجتمع الدولي بمساعدة المستشفيات الخاصة على الصمود وتأمين صندوق لدعم المرضى خصوصاً من هم بحاجة الى عناية طارئة ودائمة.

متى

أما الاعلامي الخبير في الشؤون الاقتصادية موريس متى فتحدث عن مؤشر الاداء الصحي في لبنان الذي كان في المرتبة 33 بين 195 دولة في العام 2018.

ولفت إلى أن "لبنان واجه تحديات كبيرة في المرحلة الاخيرة انعكست تدهورا على القطاع الصحي فيه لا، سيما مع انتشار وباء كورونا. ولفت الى موجة الهجرة للطاقم الطبي والتمريضي التي بدأت تتفاقم في الاونة الاخيرة".

ثم فسح المجال للنقاش بين المشاركين حيث جرى الاتفاق في نهايته على ضرورة متابعته بلقاءات اخرى كفيلة بايجاد المخارج المناسبة.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

لماذا يُصاب الشباب أكثر بالسرطان؟

أجرت أكثر من 100 عملية جراحية... فتاة صينية تنفق 563 ألف دولار لتشبه نجمتها المفضلة

ما العلامات التي تدل إلى الإصابة بسرطان المعدة؟

ضيق التنفس .. هذه أعراضه وأسبابه

إليكم الأسباب المؤدية الى رجفة اليدين

بعد الإنتهاء من "كورونا"... هل يتفشّى مرضٌ جديدٌ؟

تمّ بثّها مباشرة في لبنان وعدّة دول... إجراء عملية نادرة لشاب عمره 21 عاماً

عادة بسيطة قد “تشفط” دهون البطن لدى الرجال