يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

صرخات جنوبية في وجه "حزب الله"

Tuesday, June 22, 2021 10:21:18 PM

اتصلت القرى الجنوبية ببعضها البعض عبر سلاسل طويلة من السيارات المتوقفة إلى جانب الطريق بانتظار تعبئة الوقود، وظهر ذلك في مقطع فيديو لطوابير السيارات الممتدة من قرية الى قرية أخرى محاذية في قضاء النبطية.

تسابق الجنوبيون على نقل الصورة المذلة للواقع الذي وصلوا إليه والذي لسبب يجهلونه، لا تشاركهم فية بقية المناطق اللبنانية حيث أن الطوابير والزحمة أمام محطات الوقود أخف وطأة. وأمام هذا المشهد، امتلأت مواقع التواصل بفيديوهات وأخبار عن طوابير وإشكالات متنقلة من قرية إلى أخرى، يتذمر أصحابها من أولياء أمورهم، الذين وعدوهم بالعزة والكرامة.





الشعارات التي يطلقها أمين عام "حزب الله"، بين الحين والآخر وترددها من خلفه ماكينة إعلامية ضخمة، وتسيطر على جزء كبير من مواقع التواصل، ما عادت تصمد أمام واقع لا يحتمل. وعليه فإن كل التضحيات التي قدمها إلى اليوم، أهالي الشهداء الذين أرسلوا أولادهم للموت كي يؤمنوا لهم حياة أفضل، الجرحى، البيئة الشيعية الحاضنة للمقاتلين وللعقيدة وللفكر، كلها ذهبت هباءً. ويتساءل الجنوبيون اليوم من أجل ماذا ذلك كله؟

"الدولة إلنا"، "نحنا الدولة ولك". جمل ترددت كثيراً في البيئة الشيعية، خصوصاً قبل الأزمة والانهيار. عبّأ الحزب بيئته بفائض قوة، أقنعهم، وهو محق في ذلك، بأن له الأمر والنهي في كل كبيرة وصغيرة في لبنان.

الدولة لهم أما الباقون فأهل ذمة. كيف يمكن للجنوبيين اليوم أن يقتنعوا برواية الحزب أن لا علاقة له بكل ما يحدث؟ كيف يمكن أن يصدقوا أن أصحاب الوعد الصادق ومن تحدى الولايات المتحدة والعالم، من منابر العز والكرامة، يمكن أن ينحني أمام أزمة وقود أو دواء أو سكر؟

يعرف الجنوبيون الحقيقة لكنهم يحاولون حتى الآن العض على الجرح، لأنهم شعب صعب كسره. شعب يمتلك ما يكفي من عزة النفس ليكابر أكثر، عزة نفس لم يكتسبها بفضل "حزب الله"، بل بفعل أكثر من ألف عام من الصمود في بيئة صعبة، والحزب يعرف ذلك ويستغله.

لكن ما يكبته الجنوبيون يظهر في زلات ألسنتهم، في فيديو يبث طابور سيارات أمام محطة وقود، في إشكال أمام سوبرماركت أو في مداخلة عبر برنامج "صار الوقت"، في حلقة استهلها مارسيل غانم بوصف لبنان بـ"مقاطعة لبنان الإيرانية" حيث خرج أحد أبناء البيئة الشيعية ليقول كفى أوهاماً علينا.

يتداول الجنوبيون ذلك كله في مجالسهم الخاصة، يرفع أحدهم الصوت بين حين وآخر، قبل أن يسكت أو يتم إسكاته، لكن في النتيجة يمجّد الجنوبيون من يعزّهم، ويتمرّدون على من يأتي عليهم بالمهانة. وربما لا يكون أمام "حزب الله" الكثير من الوقت قبل أن يطفح الكيل في بيئته الحاضنة ويزداد عدد الذين يصرخون في وجهه "كفى".

المدن

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

توقيف 3 أشخاص لارتكابهم جرائم مختلفة ضمن إطار التدابير الأمنية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية

نمر: صفر علاقة بين درجة الحرارة المرتفعة وبين حركة القشرة الأرضية

القاضي منصور يتسلّم التحقيق في ملف باسكال سليمان

الخارجية الأميركية: لا نزال نعارض أي عملية عسكرية في رفح لا تراعي مخاوفنا الإنسانية

في شكا ..اطلاق نار بمحيط مكتب القوات اللبنانية

هوكشتاين مستعد للعودة الى لبنان بشرط

أبو ناضر: تأجيل الانتخابات استقواء على ارادة الشعب"