يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13

لوسيان عون - أكبر عملية احتيال مارسها الحكام : إيهام اللبنانيين باستقرار مالي زائف! فحققوا حلم العدو!

Tuesday, June 22, 2021 8:49:52 PM

بقلم المحامي لوسيان عون - كاتب ومحلل سياسي

لم تشكل جريمة تفجير مرفأ بيروت مجزرة العصر الحديث، بل أن مجزرة مالية حصلت بامتياز على مدى عشرين عاماً متواصلة، بلغت ذروتها في عهد العماد عون فانفجرت كاللغم في ايدي المسؤولين الذين تآمروا على المودعين والمستثمرين والمغتربين ، بحيث أرسوا منظومة تفاهمت فيما بينها على خداعهم في مشروع احتيال مدبر سلفاً قوامه خدعة هؤلاء واستدراجهم لانتزاع اموالهم وودائعهم حتى من بين المخدوعين من قام بتحويل امواله من خارج لبنان الى داخله بينما البعض ذهب الى حد بيع ممتلكات عقارية بهدف توظيفها لدى المصارف بعد استدراجه واغرائه بفوائد بلغت ١٧٪ سنوياً حتى انقضت المنظومة المجرمة بلحظة معلنة اختفاء ١٩٠ مليار دولار منذ ١٧ تشرين الاول ٢٠١٩
لقد افصحنا مراراً عن هذا المخطط المالي الجرمي الذي اوحى مرتكبوه بأنه " هندسة مالية عظيمة" بينما تبين أنه أضخم عملية احتيال في عصرنا الحديث، وقد تواطأ المسؤولون السياسيون والماليون على تنفيذه، حتى ان هذا التواطؤ تضمن توقيت اعلانه، تزامناً مع حرق بضعة دواليب في ١٧ تشرين الاول بغية الصاق تبعاته للثوار الذي نزلوا يومها الى الشارع لمعارضة السياسات التي قامت على قيادة البلد نحو الانهيار والتحويع.
وقد اكد المصرفي المتقاعد والرئيس التنفيذي السابق ل»بنك ستاندرد تشارترد»- لبنان السيد دان قزي ل «الديار»أن سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي كان في الواقع مرتفعاً منذ زمن بعيد ، وأن قيمته الحقيقية لم تكن يوماً ١٥٠٠ ليرة لبنانية،وبالتالي هو سعر وهمي ما معناه أن المسؤولين توافقوا على إيهام الناس بأن الاستقرار النقدي سائد وان سعر الصرف باق على ١٥٠٧ ليرات بينما كانت الليرة تنهار امام الدولار، ولكن عملية استدراج الاموال والرساميل من قبل الدولة المفلسة كانت عملية مدبرة وخطط لها للايقاع باللبنانيين والمغتربين لسرقة أموالهم بطرق احتيالية وهذا ما يفسر حتى اليوم رفض القيمين على مصرف لبنان كشف حساباته منذ سنوات طويلة والافصاح عن الحسابات الحقيقية والارصدة التابعة له .

هذه الجريمة المنظمة تبقى برسم كافة المسؤولين من أعلى الهرم حتى أدنى موظف عادي كل بحسب موقعه ممن كان على علم بهذه الخديعة الكبرى التي أوحت الثقة وتعميمها عبر تصاريح دورية تعمدوا إطلاقها لاشاعة الاستقرار والثقة بين المقيمين والمغتربين ، ولكم من عشرات الآلآف ممن اختاروا توظيف اموالهم لدى المصارف بعدما غرتهم البرامج والفوائد المرتفعة فيما كان اقتصاد البلد يمر بأحلك ايامه وبشلل مطبق، لكن تحول هؤلاء الى ضحايا عملية خدعة مدبرة، قوامها السطو على ودائعهم وإخفائها ب " ليلة ما فيها ضوء قمر" حتى بالتواطؤ مع بعض القضاة الذين توافقوا مععم على وقف تنفيذ الاحكام التي نصت على الزام المصارف تسليم الودائع المحجوزة وهي مجمدة في أدراج قصور العدل!
يا لها من جريمة منظمة، ونتيجة مخذية أجهزت على منظومة اقتصادية كما قضت على حلم تحقق لعقدين عبر السرية المصرفية فكان لبنان " قجة المغتربين" فضلوا ان يكون الحمى والملاذ والملجأ يخبئون فيه قرشهم الابيض، فلم يدروا أنه تحول الى فريسة الثور الاسود الذين كان لهم بالمرصاد.
يوم بعد يوم تتضح معالم المخطط التدميري الممنهج الذي هدف الى قضم احلام مليونين وسبعمائة ألف لاجىء طالب الاستقرار المالي فوقع هؤلاء في شباك طغمة فاسدة غرزت انيابها في مدخراتهم وقضمتها الى الابد تعتمرها وقاحة غير مسبوقة تحصنها قوانين تضفي الشرعية على أكبر عملية نهب لمدخرات اللبنانيين والمستثمرين والمغتربين فتعيد لبنان بأسره الى ما دون نقطة الصفر وتسقط لبنان من الدرجات الائتمانية فيصبح في اسفل الدول فقراً وثقة ليتحول الى دولة منكوبة كهيروشيما يتوسل المساعدات بعدما بات يفتقد الكهرباء والماء والدواء والاستشفاء والامن.
أيها المودعون، كان ينقص صدور التعميم ١٥٨ الذي يشبه ورقة نعوة بالثقة والاقتصاد الحر والنظام المصرفي فيضع حجراً على قبر الاستثمارات والتجارة والصناعة اللبنانية والسياحة والخدمات ، وداعاً للبنان صلة الوصل وجسر عبور بين الشرق والغرب،
كان لي ألف سؤال وسؤال كلما التقيت صديقاً : " هل تجرؤ على إيداع مئة دولار جنيتها من تعبك في المصرف"؟ ، فكان إجماع ب " العوز بالله" وهي ترجمة لانعدام ثقة بعد الضربة القاضية التي اسداها المصرف المركزي عقب اندلاع ثورة ١٧ تشرين ، ولربما كانت الضربة القاضية والخطأ المميت الذي طال النظام المالي في لبنان ولعل يستغرق استعادة الثقة به أجيال وأجيال.
هل هي مؤامرة وعمل مدبر؟
هل هو الخطأ القاتل؟
هل هو ايعاذ من الخارج للاجهاز عليه؟
هل هو تغطية لاختلاس المال العام ؟
مهما كثرت الاستفسارات والفرضيات والتكهنات والتحليلات،
فان المستفيدين من هذه المجزرة المالية اسرائيل ،رغم تنفيذها على ايدي مسؤولين انتخبهم الشعب لكي يكونوا مؤتمنين على مدخراتهم ومالهم العام وحماية دستورهم فشكلوا اداة لتحقيق الحلم الاسرائيلي باعادة لبنان الى العصر الحجري دون حاجة لاطلاق رصاصة واحدة باتجاهه.
شكرا لعملاء اليهود
شكرا لمن جاهر بمقاومة الاحتلال الصهيوني فكان ان غزى خزينة الدولة ومدخرات اللبنانيين وحرر صناديقهم من آخر قرش فيها.
" يا هيك يكون التحرير يا بلا"....

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟

خاص- كيف ساعدت الدول العربية في التوصل إلى قرار لوقف إطلاق النار في غزة؟

خاص- بالأرقام.. كم بلغ عدد الصواريخ التي تم إطلاقها من لبنان نحو إسرائيل

خاص- حماس تعلّمت من حزب الله.. كيف؟

خاص- بشأن الهجوم على حزب الله.. هذا ما كشفه استطلاع

خاص- المرضى الفلسطينيون يموتون في لبنان

خاص- هل عارض السيد نصرالله مطالب إيران؟

بالأرقام: ماذا أوضح الجيش الإسرائيلي عن هجماته على الحزب؟