يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13

نقابة المهندسين: الأحزاب ترسم تحالفاتها في اللحظة الأخيرة

Monday, June 21, 2021 10:05:40 PM

يوم الأحد المقبل، تبدأ بالتوضّح أولى معالم المعركة الانتخابية في نقابة المهندسين في بيروت. في 27 حزيران الجاري، انتخابات لـ283 مندوباً مقسّمين على الفروع السبع من المهندسين. يبقى أنّ هذه المعركة الأولية قد لا تترجم الكثير في الانتخابات المرتقبة يوم 18 تموز المقبل، لانتخاب نقيب و10 أعضاء لمجلس النقابة. فالتحالفات السياسية وتفاهماتها داخل النقابة لن تنضج سريعاً ولن تتبلور إلا قبل ساعات من موعد 18 تموز، في حين أنّ أحزاب السلطة تواجه في هذا الاستحقاق تحدياً فعلياً، يتمثّل بمجموعات قوى التغيير وانتفاضة 17 تشرين التي من المفترض أنها تعمل اللمسات الأخيرة على تفاهماتها الداخلية، من أجل خوض معركة كاسرة ضد السلطة وممثليها في النقابة. وبعيداً عن التركيز السياسي والإعلامي على لوائح 17 تشرين، الهادف إلى إجهاض بعض مبادرات توحيد الصف، لا بدّ من الإضاءة على واقع أحزاب السلطة في نقابة المهندسين. فحتى الساعة، لا شيء واضح ولا معالم واضحة لهذه التحالفات السلطوية، ولو أن لبعض تياراتها وأحزابها ثوابت علنية.

تحالفات الساعات الأخيرة
كما درجت العادة، قد تنتظر أحزاب السلطة الأيام أو الساعات الأخيرة لإرساء تفاهمات واضحة ونهائية في ما بينها في الانتخابات النقابية. من عادات هذه الأحزاب، صياغة تفاهمات وتقسيم المقاعد ومواقع إدارة مجلس النقابة تكريساً لـ"المونوبولي" المفروضة في البلد. حتى الساعة، لا يزال من المبكر الحديث عن لائحة مشتركة، لكن من الواضح أنّ الانقسام السياسي في البلد يعكّر على هذه القيادات النقابية صفو الاستحكام بنقابة المهندسين. فيبقى الانتظار سيّد الموقف، ويبقى أيضاً أنه لا يمكن استبعاد أي صيغة انتخابية تجمع بين مكوّنات السلطة تكريساً لواقع "كلن يعني كلن" ولتحالف أطراف المنظومة.

الثنائي واحد
يؤكد مسؤول قطاع المهندسين في بيروت، محمد شحادة، في اتصال مع "المدن" على أنّ "التحالفات النقابية لن تتمّ إلا قبل أيام قليلة من اليوم الانتخابي، وهذا ما يحصل عادةً أساساً". في تأكيد شحادة إشارة واضحة إلى أنّ لا تأخير في جلوس أطراف المنظومة على طاولة المفاوضات الانتخابية، وأنّ إجراء التأخير عادي، وليس دليل ضعف التواصل أو التباعد بين هذه الأحزاب. ويضيف أنه "في النقابة، يمكن لبعض الأطراف أن تتحالف مع هذا الطرف في انتخابات المندوبين، ومع أطراف أخرى في انتخابات النقيب وأعضاء المجلس". يشدّد شحادة على أنّ التفاهم بين حركة أمل وحزب الله ثابت ومكرّس، "ونحن بالطبع منفتحون على كافة الأطراف الأخرى بما فيها الحالة المستقلّة، شرط أن يصبّ ذلك في مصلحة النقابة". فهذه اللعبة الانتخابية لم تبدأ بعد.

القوات: لا للسلطة
وعلى صعيد آخر، تؤكد ممثلة حزب القوات اللبنانية في مجلس النقابة، وأمينة المالية في المجلس، ميشلين وهبة، على أنّ الوقت لا يزال مبكراً للحديث عن التحالفات. قد تكون المعالم غير واضحة حتى الساعة إلا أنه لدى القوات موقف واضح بأنه "لن يكون لنا تحالفات كبيرة، والأكيد أنّ هذه التحالفات لن تجمعنا بالأحزاب والتيارات". المقصود بذلك أنّ القوات اللبناينة لن تتحالف مع أي من باقي أحزاب المنظومة خلافاً لكل المحطات الانتخابية السابقة طوال أكثر من عقد من الزمن، ووثّقت الانقسام بين 8 آذار و14 آذار أو بين معارضة وموالاة. وتضيف وهبة أنّ المشهد اليوم مختلف "لكون قوى الثورة دخلت على الخط. لكن المشكلة أنّ هذه القوى مؤلفة من عدة مجموعات وشرائح ولم تتمكّن حتى الساعة من توحيد نفسها". لكنّ القوات، مثلاً، خاضت انتخابات نقابة المهندسين في الشمال مع تيار المستقبل وتيار المردة وغيرها.

مأزق أحزاب المنظومة
بالنسبة لباقي أحزاب المنظومة، الواقع مشابه. لا تحالفات حتى الساعات إنما فقط تقييم ودراسة للواقع الانتخابي. وهذه حال تيار المستقبل والتيار الوطني الحرّ. مأزق أحزاب المنظومة أنها غير قادرة على رفع شعارات تعبئة سوى تلك المذهبية والطائفية. لا يمكنها رفع شعار استعادة النقابة ولا محاربة الفساد ولا المحاصصة فيها، جميعها مشاركة في قيادتها. وهي، إن استعانت بعنوان الصراع السياسي الحاصل في البلد، ستجرّ المهندسين إلى الطائفية وحقوق تمثيلها لتعبئة المهندسين في سيناريو بات باهتاً ومفضوحاً. حتى أنّ هذا السيناريو تجلّى ولا يزال من خلال مطالبة بعض هذه الأحزاب بإجراء الانتخابات في مراكز المحافظات، ليحلو لها اللعب طائفياً ومذهبياً وبسائر الموبقات الانتخابية.
ليس لأحزاب المنظومة سوى إعادة تكريس التفاهم في ما بينها لخوض هذا الاستحقاق الانتخابي. وليس على أحزاب 17 تشرين ومجموعاتها سوى توحيد صفوفها في معركتي 27 حزيران و18 تموز. عندها تصبح المعركة واضحة: سلطة ضد معارضة، طوائف ضد مواطنين، زعماء ضد الناس. هذا هو وجه معركة الانتخابات في نقابة المهندسين، وفي كل النقابات الأخرى، وفي كل محطّات الذلّ اليومي التي يعيشها اللبنانيون.

المدن

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

نشال حقائب في قبضة الأمن

اليونيفيل: نشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد أعمال العنف بين لبنان وإسرائيل

بيان توضيحي للمكتب الإعلامي لميقاتي بشأن الكتابين اللذين وجههما لمولوي

مخزومي يقيم إفطاراً على شرف سماحة المفتي دريان

الخارجية” بصدد تقديم شكوى لمجلس الأمن

حركة خجولة في السوق التجارية.. شركات مقفلة ومصالح أصبحت في خبر كان

بروتوكول تعاون بين جامعة بيروت العربية وجمعية "بيروت بخير"

سامي الجميّل لنصرالله: أنت تجلب “الدب عالكرم”