يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13
لهذه الاسباب يلفّق الحريريون ضد مخزومي.. "البيزنس" المشترك يفضح خلاف الحريري المزعوم مع باسيل

Monday, June 21, 2021 8:12:01 PM

 
خاص اللبنانية

لا ينفك فريق الرئيس المكلف تأليف الحكومة سعد الحريري ومؤيدوه عن محاولات النيل السياسي من رئيس حزب الحوار الوطني النائب فؤاد مخزومي عبر بث اقاويل واشاعات عن علاقة "تبعية" مزعومة له مع رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، معتقدين ان مثل هذا الزعم من  شأنه ان يضعف هذا الرجل سياسيا وشعبيا في البيئة التي ينتمي اليها وعلى المستوى الوطني والذي يشكل حضوره عنصر قلق وتهديدا جدياً لحضورهم السياسي داخل تلك البيئة على مستوى الحضور الشعبي  في بيروت والمناطق وفي ساحات العمل الوطني.

لا يخفي هؤلاء في عالمهم الافتراضي على بعض وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك في اوساطهم ان مخزومي يتوخى من العلاقة مع باسيل تعزيز فرص وصوله الى رئاسة الحكومة، خصوصا في ظل التوجهات والمبادرات الدولية المشددة على ان تكون حكومة الانقاذ الموعدة من المستقلين عن المنظمة السياسية الفاسدة التي اوصلت لبنان الى الانهيار. مع العلم ان الطموح مشروع لاي كان، خصوصا في عالم السياسة، ولكن الحريريين يتصرفون منذ ان كانوا على قاعدة "أنا او لا أحد"، و"الامر لي"...

والواقع ان هذا الكم من التلفيقات والاقاويل التي يدأب عليها هؤلاء انما يعكس حقيقة واحدة هي ان  لديهم معطيات جدية داخلية وخرجية عن ان مخزومي بحضوره الشعبي وعلاقاته العربية والدولية انما يشكل تهديدا جديا لحضورهم السياسي والشعبي ولمصالحهم، ولذلك لم يجدوا امامهم سوى التلفيق عن "تبعية"  مخزومي  لباسيل فيما القاصي والداني يعرف في هذا المضمار من يتبع من، ومن يكذب على من، ومن بنى امبراطورية من المصالح على اختلافها مع من، وهي امبراطوية ما تزال قائمة ولكنهم يحاولون الايحاء بأنها سقطت وإنتهت نتيجة خلاف مزعوم حول تركيبة الحكومة الجديدة ونوعيتها والتي فشل الحريري في تشكيلها حتى الآن.

 على ان الجميع يعلم ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رشح مخزومي اكثر من مرة ولا يزال لرئاسة الحكومة، ويبدو ان هذا الترشيح هو اكثر ما ازعج الحريريين وجعلهم يضربون الاخماس بالاسداس خصوصا في ظل التنديد الدولي بالطبقة السياسية القائمة ومن ضمنها الحريري وفريقه، وتحميلها المسؤولية عن الفساد وعرقلة تأليف الحكومة العتيدة وتحقيق الاصلاحات الاقتصادية والمالية والادارية المطلوبة كشرط لكي تقدم الدول المناحة والمؤسسات المالية الدولية للبنان المساعدات والقروض المالية الميسرة التي تخرجه من الانهيار.

ولذلك يؤكد فريق من السياسيين العارفين ببواطن الامور ان تلفيقات الحريريين ضد مخزومي هي تلفيقات مردودة عليهم لأن  الخلاف القائم بين الحريري وباسيل حول التأليف الحكومي والحصص في الحكومة انما يتوخى الطرفان منه التغطية على تسوية رئاسية جدية يعملان على حياكتها بينهما اذا نجحت يكون باسيل رئيسا للجمهورية والحريري رئيسا للحكومة وذلك على انقاض التسوية التي كانت جاءت بعون الى رئاسة الجمهورية والحريري الى السراي الحكومي في خريف 2016، وقد اعتبر كثيرون ان هذه التسوية سقطت نتيجة استقالة الحريري بعد ايام من ثورة 17 تشرين 2019 خلافا لرأي عون الذي كان يريد للحكومة الحريرية ان تستمر وتنفذ الورقة الاصلاحية التي اعلنها الحريري قبل يومين من استقالته.

كما ان ما يدحض تلفيقات الحريريين عن "تبعية" مخزومي هو شبكة المصالح المشتركة القائمة بينهما منذ ما قبل تولي عون رئاسة الجمهورية من شركات النفط التي انشئت استعدادا لأستخراج النفط والغاز من البحر اللبناني الى قطاع الكهرباء والبواخر التركية المستأجرة  لتوليد الكهرباء الى غيرها مما هو معلوم وغير معلوم  من شركات وشراكات بين الرجلين يسهر عليها شريكهما رجل الاعمال علاء الخواجا الذي حضر الى لبنان منذ اكثر من ثلاثة اسابيع وهو يتجول بينهما وسيطا لإنهاء الخلاف المزعوم بينهما وترتيب "التسوية الرئاسية" الجديدة التي يعتقد احد السفراء العرب ان اي اتفاق على تأليف الحكومة في حال حصوله بين الرجلين ستكون قاعدته  الاساسية هذه "التسوية الرئاسية" (باسيل لرئاسة الجمهورية والحريري لرئاسة الحكومة طول عهد رئاسي كامل). ولكن يغيب عن بال  الحريريين على الاقل ان تسوية من هذا النوع لا يمكن لها النفاذ ما لم تكن مؤيدة داخليا ومباركة خارجيا، وكل المؤشرات السائدة حتى الآن تشير الى عدم وجود مثل هذين التأييد والمباركة. بل ان المؤشرات الفعلية تدل الى عكس ذلك تماما، فاللبنانيون ومعهم المجتمع الدولي يريدون الخلاص من المنظومة السياسية  الفاسدة، او منظومة الخراب التي ينتمي اليها الحريري وباسيل، ودفع لبنان الى انتاج منظومة سياسية جديدة عبر انتخابات مبكرة او في موعدها  في 23 آذار 2022 يأمل كثيرون ان تكون محطة محاسبة حقيقية للذين تسببوا بانهيار لبنان وافقار شعبه. والمرجح ان المنظومة الجديدة الموعودة لن يكون فيها مكان لاي من الفاسدين العاملين الان على استعادة زمام المبادرة من خلال تركيب حكومة تؤمن وجودهم في السلطة.

ولان السلطة الجديدة الموعودة تحتمل وجود مخزومي وامثاله من الطاقات والكفاءات االعملية التي تحتاج اليها البلاد بشدة، فإن حملة الحريريين وكل من يشبههم على مخزومي وكل من يشبهه في الحياة السياسية اللبنانية الراهنة ليست مستغربة لانه واشباهه يشكلون تهديدا فعليا لوجود الحريريين السياسي ومصالحهم المتنوعة القائمة دوما على الغاء الآخرين وعلى حساب مصلحة لبنان واللبنانيين.
     
 
  

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- لماذا ينتخب الثنائي مرشّح باسيل؟

خاص- احتفالات أحد الشعانين عمت لبنان.. ماذا عن أسعار الشموع والملابس؟

خاص- هل ضغط "التيار" أدى إلى تراجع الحكومة؟

خاص- أدوية خطيرة تغزو السوق.. انتبهوا!

الخازن لـ"اللبنانية": النافعة بجونية ستفتح بوقت قريب

خاص- حرب الجنوب.. مخاطر تداعيات لا يمكن التنبّؤ بها

خاص - اقترب الحل... وينتظر اختيار رئيس الحكومة

خاص- إسرائيل مستعدة لحرب الأثمان الباهظة