يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

المحامي ناضر كسبار - ذهنية التكبر والفوقية

Wednesday, June 16, 2021 10:35:29 AM

بقلم المحامي ناضر كسبار

بتعرفو؟. نعم. متعامل معو؟. لا. إذن ما بتعرفو.
إذا اردت ان تعرف ما اذا كان الانسان متزناً وشجاعاً ومقداماً، سلمه منصباً او مركزاً، وعندها احكم عليه.
أمثلة قديمة كنا ولا نزال نرددها في مجالسنا الخاصة والعامة، وهي تنطبق على كل إنسان وكل مسؤول، خصوصاً عندما يتبؤا منصباً معيناً، فيضرب البخار في رأسه ويحسب نفسه وكأن الله خلقه وكسر القالب، هذا عدا عن رؤيته روما من فوق لا روما من تحت. هؤلاء المسؤولون، نلتقيهم يومياً ونفاجأ بمواقفهم المتصلبة غير الصلبة، المتكبرة غير المترفعة، وبذهنية الفوقية والمناكفات والنكايات وتقويم الكلام. وكأنهم نسوا ما كان يردده النائب المحامي اوغست باخوس، مهما وصل الانسان الى مناصب، يزحط على قشرة موز ويفك رقبته. ألم يقل الكاتب الفرنسي cyprus، والذي كان يكتب في صحيفة Le monde الفرنسية:
La modération est la forme la plus noble du courage.
وأختم بقول كان يردد النائب الشيخ قبلان عيسى الخوري:
إنت وطالع عا درج العز، رد السلام حتى يردوا عليك السلام إنت ونازل.
* * *
كيفية السير بالدعوى
يقول المحامي انطوان الاصفر، ان والده المرحوم اسكندر الاصفر، كان محاميا، وقد تعلم وتدرج على يد المحامي الرئيس بترو طراد الذي كان قد وضع قواعد واسساً للتعاون والعمل في مكتبه.
ويروي المحامي الاصفر ان محاميا متدرجا سأل استاذه الكسول عن كيفية الشروع بالدعوى. فأجابه ان عليه تنظيم الاستحضار، وطبعه، ودفع الرسم. فسأله المحامي المتدرج: وبعد....؟ فتابع استاذه قائلا:
- هي تمشي لوحدها!...لكن يوجد محطات تتوقف عليها. فسأله المحامي المتدرج: وما هي؟
فأجابه قائلا:
- اولا وفاة المدعي، ثم وفاة المدعى عليه، ثم وفاة القاضي.
* * *
العميد ريمون اده
في تشرين الثاني 1998 اجرى المحامي ايلي مشرقاني (عضو المجلس الدستوري حالياً) مقابلة مع عميد حزب الكتلة الوطنية في باريس المحامي ريمون اده حيث تم نشرها في النشرة التي كانت تصدر عن نقابة المحامين. ومما جاء فيها:
جهز والدي نفسه، وحين استحصل على الاذن من اسطمبول استقل الباخرة قبلها اتصل بيوسف الهاني وكان شخصية معروفة وقال له:
"انت الان متهم من الدولة وانا مسافر الى الاسكندرية فلماذا لا تأتي معي"؟
فقال له:"لن اترك". وكان يسهر مرتين في الاسبوع في قصر السيدة ليندا سرسق. انه اليوم قيد الترميم في حي سرسق في الاشرفية.
عظيم اذا كان لم يهدم حتى الان.
واضاف الهاني ان علاقته جيدة هناك مع جمال باشا، لكن سرعان ما القي القبض عليه وسيق الى المحكمة العسكرية العثمانية في عاليه، حيث كان الداخل اليها لا يخرج الا الى حبل المشنقة. فأقامت السيدة ليندا سرسق حفلة ساهرة في قصرها لمحاولة انقاذ يوسف الهاني دعت اليها جمال باشا. اخبرني والدي انه جيء الى الحفلة بابنة يوسف الهاني وعلموها ان ترقص وبعد الانتهاء ترمي بنفسها على قدمي جمال باشا وتقول له:
Pacha sauvez mon papa وهذه الطفلة االصغيرة لم تكن تعلم ما الامر. ففعلت كما لقنوها وراحت تجهش بالبكاء مما اثر جدا في مشاعر الحاضرين فوقف جمال باشا وقال بالفرنسية:
J’ai gracié joseph el hani.
فعلا التصفيق في الوقت ذاته كان يوسف الهاني في ساحة البرج يصعد الى المشنقة.
اخبرتك هذه الراوية للدلالة على مدى الطغيان الذي كان سائدا في تلك الفترة.
* * *
رجع الخواجا لمسقط راسو
يروي القاضي المرحوم اميل ابو سمرا الطرفة الاتية:
ساق الي الدرك في عاليه لصاً، فبدأت باستجوابه. ولما وصلنا الى سنه قال:
- 23 سنة.
- هل لك سوابق وهل دخلت السجن قبل الان.
- نعم خمس مرات والمرة الاولى منذ 24 سنة.
- اما قلت لي الان عمرك 23؟
- نعم ولكن امي دخلت الحبس وهي حبلى فولدت بين جدرانه.
- يا محمود (للجندي) رجع الخواجا لمسقط راسو....

* * *
الله اعطاها 20/20
يروي المحامي سامي الرفاعي انه يوم كان لايزال تلميذا في المدرسة كانت اللجنة الفاحصة للامتحانات مؤلفة من الشاعرسعيد عقل وغيره وان عقل سأل تلميذة كانت تتمتع بجمال خارق سؤالا فلم تعرفه وبدأت تبكي، فازداد جمالها تألقا فقرر عقل وضع علامة 20/20 لها.
وعندما استفسر بقية اعضاء اللجنة عن السبب اجاب عقل:
- اذا الله اعطاها 20/20 شو نحنا احسن من الله؟

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- هكذا تستهدف إسرائيل قدرات حزب الله

خاص- تغيير الوضع الراهن بين إسرائيل ولبنان: الخيارات الأمريكية

خاص- إيران تستعد للضربة المنتظرة ضد اسرائيل.. تقرير يكشف

خاص- عمليات حزب الله تحولت الى نوعية.. كم عسكري اسرائيلي قتلت؟

خاص- تقارب محتمل بين الإمارات وحزب الله؟

خاص- اقرأوا هذه التفاصيل.. هكذا تستعدّ إسرائيل للحرب مع "الحزب"

خاص- أسلحة أميركية جديدة إلى إسرائيل

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟