يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13

حبيب افرام - فلنعترف: لقد هزمنا!...

Tuesday, June 15, 2021 6:07:10 PM

بقلم حبيب افرام

يمكن لك ان تمحو ذاكرتك ، تغير اسمك دينك مذهبك ، تنتقل للعيش في وطن آخر يعطيك جنسيته ،
يمكن لك ان تقرر اللانتماء ، انك فقط انسان ،ابن هذا العالم المترامي ، ولا يهمك لا التاريخ ولا الهوية ولا اللغة المقدسة ولا المجازر ولا عظام اجداد،ولا الشهداء ولا اي ابادة .
يمكن لك ان تستقيل من عبء الظلم والقهر والتطهير والتشريد والاقتلاع والصور الجارحة المعلقة على حيطان البيوت .
يمكن ان تجادل ماذا يعني ان نحمل ارثا من السيوف لاكثر من مئة عام ، ولماذا ؟ لا تركيا ستعترف ، لا ارض ستعود ، الضيع مهجورة ، الكنائس حجارة ، والجيل الثالث انصهر واندمج في بلدان الشرق والغرب .
او يمكن ان تتذكر مع الارمن واليونان في ٢٤ نيسان ، او وحدك في ١٥ حزيران ، انك سليل المذبوحين ، المضطهدين ، المهجرين ، لكن ماذا بعد ؟ والى متى ؟
تتساءل ، في ازمنة الوباء والخوف والقلق ، اذا كان بعد لهذه القضية افق ما ؟ كيف يمكن كسر التقليد والروتين ؟ بيانات مؤتمرات صلوات كتب مذكرات مهرجانات افلام وثائقيات ، ثم ماذا ؟ ننتظر تأييدا او اعترافا من مجلس ما ، من سياسي ما ، يدغدغ به مشاعرنا ؟
التاريخ للاقوياء ، العنق الذي ينتصر على السيف رواية ، الايمان الذي ينقل جبلا اسطورة ، المشرق الحر المتعدد المتنوع خرافة .
هل تعبنا من نضال ؟ هل استسلمنا ؟
بكل الاحوال انا ادعو الى ثورة على ذاتنا ، الى تفكير من خارج كل الاطر والتسميات والتنظيمات ، يبدأ اما حتى من دفن رسمي للقضية ، او الى طرح مغاير متجدد، الى نهضة ما في عقولنا وادائنا .
قد يكون هذا الكلام ، وفي هذا الوقت بالذات ، ومني انا بالذات الذي وهبت عمري لشعبي وقضاياه ، ولمسألة المسيحية المشرقية وحقها بالحرية والعدالة والمواطنة والمساواة ، تراجعا عن ثوابت او صور نمطية او تابوات ، لكنه وجع حقيقي اطرحه على شعبنا والكنيسة باحبارها وعلى احزابنا والمؤسسات ، انه تحد فكري حضاري ثقافي .
كنت اتطلع الى وجه جدي في صورة له في حديقة منزله في بيروت ، بعد ربع قرن على سيفو ، كانت ما زالت جراح المذابح في عينيه ، لكني احدق في وجه ابني بعد اكثر من مئة عام مفتشا عبثا عن قضية اورثها له ؟
بعد كل هذا العمر ، كيف يمكن لهذه القضية الا تموت ؟ الا تكون فقط بكاءا على اطلال ؟
هل هزمنا ؟ ام ان الشرق كله قد سقط في الجحيم ؟
هل فقدنا الروح والنبض ؟ من كثافة الدم والقهر من طورعابدين الى سيميل الى نينوى الى الخابور ،
ام من رجاء ضاع في لعنة وطن كان اسمه لبنان ؟


كلمة في الندوة الافتراضية التي اقامتها الرابطة السريانية في الذكرى ١٠٦ على مجازر سيفو بعنوان " الى متى نتذكر سيفو ؟ وماذا نريد ؟ "

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟

خاص- كيف ساعدت الدول العربية في التوصل إلى قرار لوقف إطلاق النار في غزة؟

خاص- بالأرقام.. كم بلغ عدد الصواريخ التي تم إطلاقها من لبنان نحو إسرائيل

خاص- حماس تعلّمت من حزب الله.. كيف؟

خاص- بشأن الهجوم على حزب الله.. هذا ما كشفه استطلاع

خاص- المرضى الفلسطينيون يموتون في لبنان

خاص- هل عارض السيد نصرالله مطالب إيران؟

بالأرقام: ماذا أوضح الجيش الإسرائيلي عن هجماته على الحزب؟