يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19
ما لم يُكشف حول استضافة الوزير وهبه وتبعات تصريحاته المسيئة.. اليكم القصة الكاملة

Tuesday, May 25, 2021 1:01:54 PM

خاص اللبنانية

حين استضافت الاعلامية ليال الاختيار عبر قناة الحرة الوزير شربل وهبي لم يكن في الحسبان ان تصل الامور الى ما وصلت اليه.
فالهدف من الحلقة يقول مصدر مطلع ل " اللبنانية " كان اعلامياً صرفاً بعيداً عن أي اعتبارات سياسية. ولذلك فقد تقرر من منطلقات مهنية أن يتم عرض كل وجهات النظر من موضوع السياسة الخارجية التي يعتمدها لبنان وتأثيرها على أوضاعه الداخلية وعلاقاته الإقليمية والدولية.
وعلى هذا الأساس تم اختيار وزير الخارجية شربل وهبي باعتباره "أفضل" من يمكن أن يعبّر عن السياسة الخارجية الرسمية للدولة اللبنانية.
ولأن الرسميين السعوديين لا يمكن أن يدخلوا في سجالات ومناظرات على الهواء مع المسؤولين اللبنانيين، ولأن الدبلوماسية السعودية معروفة بطبيعة إدائها "الهادىء" و"غير الصدامي" فكان من الطبيعي أن يختار فريق الاعداد شخصية من نادي الإعلام والتحليل السياسي، وليس من النادي الرسمي.
أما اختيار المحلل السياسي السعودي سلمان الأنصاري فيعود الى كونه شخصية معروفة في الولايات المتحدة الاميركية، وبالتالي لدى قناة الحرة التلفزيونية من منطلق كونه مؤسس ورئيس لجنة العلاقات العامة الاميركية السعودية، ومتخصصا في الاتصالات الاستراتيجية والسياسية، ويتكلم بالاضافة الى اللغة العربية اللغات الفرنسية والانكليزية والاسبانية وهو فاجأ المعارضة الإيرانية التي شارك في أحد مؤتمراتها متحدثاً بالفارسية...
وقد ذاع صيت الأنصاري تلفزيونيا بعدما أدت إحدى مناظراته مع دبلوماسي ايراني في فرنسا الى طرد السلطات في طهران للدبلوماسي من وظيفته بعدما اتهم بأنه لم يتمكن من مواجهة حجج الأنصاري في ملف اتهام فرنسا لطهران بمحاولة تفجير مؤتمر للمعارضة الايرانية على أراضيها.
وبحسب المعلومات فإن وزير الخارجية شربل وهبي كان على علم مسبق بأن الأنصاري سيشارك في الحلقة ليعبّر عن وجهة النظر "الأخرى".
ولكن المفاجأة تمثلت في طبيعة ردة فعل وهبي على كلام الأنصاري، وهي ردة فعل خرجت عن الأطر الدبلوماسية المعهودة في التعبير والتصرف المحترف. إذ أنه انفعل وغادر الاستوديو وأطلق عبارات بعيدة عن اللغة الدبلوماسية مما أوقع الحكومة اللبنانية في "ورطة" كانت في غنى عنها في العلاقة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي خصوصا في ظل التوتر القائم أصلا بين لبنان وهذه الدول.
وعلى الرغم من أن مقدمة البرنامج ليال الاختيار استدركت الأمر بمهنية عالية واحتراف واضح، فتمكنت من إعادة الوزير وهبي الى الاستوديو لإكمال الحلقة، إلا أن التداعيات السياسية كانت قد أخذت طريقها الى مواقع القرار على الرغم من محاولات تطويق الأزمة قبل انفجارها.
ولأن البرنامج كان مسجلا قبل 24 ساعة من موعد بثه، فقد حذفت منه العبارات المسيئة في ظل الاتصالات التي قامت بها الخارجية اللبنانية مع إدارة قناة الحرة. ومع ذلك فقد تسربت هذه العبارات الى الرأي العام. ومن الطبيعي أن تكون مواقع القرار قد علمت بها مما إدى الى ردات فعل واسعة تخطت الأطر الدبلوماسية الى الرأي العام السعودي الذي تفاعل بغضب مع الحادثة والرأي العام اللبناني الذي انقسم كعادته بين منتقد لإداء وزير الخارجية ومدافع عنه.
لكن الواضح أن هذه المواجهة انتهت برابح وخاسر...
- فالعهد تلقى صفعة قاسية على اعتبار أن وزير الخارجية محسوب على فريقه السياسي مباشرة وسبق أن كان مستشارا دبلوماسيا لرئيس الجمهورية قبل تسميته وزيرا للخارجية على اثر استقالة الوزير ناصيف حتي.
- وفرقاء التسوية الذين انتخبوا العماد ميشال عون أصيبوا بإحراج إضافي أمام المملكة العربية السعودية التي سبق أن وعدوها بان انتخاب عون سيجعله في موقع وسط بعيدا عن حزب الله والسياسة الايرانية.
في المقابل، فإن ردات الفعل المتضامنة مع المملكة التي تمثلت بالزيارات السياسية والوفود الشعبية التي أمت منزل السفير وليد بخاري في اليرزة على مدى يومين أعادت تظهير الحضور القوي للسعودية في لبنان، بعدما كان حزب الله وحلفاؤه يسوقون لنظرية خروج المملكة من لبنان نتيجة لتسويات مع ايران تشمل اليمن وسوريا وفقدان التعاطف اللبناني التاريخي معها.
كما أن هذه المشهدية أظهرت أن تمدد حزب الله في لبنان، وسيطرته على مواقع القرار لم يكن بفعل تخلي المملكة العربية السعودية عن لبنان كما يحاول تبرير ذلك القادة السياسيون والحزبيون لتبرير صفقة انتخاب العماد عون عام 2016، وإنما بسبب خطأ في حسابات هؤلاء القادة، الذين فضلوا التخلي عن القرار السيادي في مقابل بعض المناصب الرئاسية والحكومة والحصص والأحجام النيابية والوظيفية.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- الضربة الإسرائيلية أربكت إيران

خاص - نبيل بدر.. رجل الحوار والمبادرات

خاص - الزبالة كترانة... والبلديات تتحرك!

خاص- "اللبنانيّة" يكشف تفاصيل خطيرة عن مراكب الهجرة إلى قبرص..إليكم ما حصل (صور)

خاص- هل يدفع لبنان ثمن التصعيد الإيراني الإسرائيلي؟

خاص - علقة بالبحر!

خاص - بسبب السرقة.. جريمة في العزونية قضت على أستاذ ثانويّ

خاص - المهندسون المستقلون ينحازون لجانب المعارضة؟!