يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

الأمير المنقلب على أخيه

Sunday, April 4, 2021 4:33:42 PM

ربما كانت المواقف الآخيرة العالية السقف التي أدلى به ولي العهد الأردني السابق الأمير حمزة بن الحسين، أكبر مما تتحمله المملكة من طموح سياسي لفرد في العائلة المالكة.

حتى في المقطع المصور الذي نشره السبت وأرسله محاميه إلى شبكة "بي بي سي"، بعد قرار وضعه قيد الإقامة الجبرية، كرر حمزة أمر "القسم" الذي أدّاه أمام والده، قبيل وفاته، والذي تعهد فيه بأن يحافظ على الأردن وأن يكون مخلصاً لها ولشعبها، الأمر الذي اعتبره البعض تلميحاً إلى دور سياسي يرغب الأمير بخوضه.


والأمير حمزة هو الابن الأكبر للملك الحسين بن طلال الراحل وزوجته الملكة نور، وهو خريج مدرسة هارو والأكاديمية العسكرية الملكية في بريطانيا (ساندهيرست)، ودرس في جامعة هارفارد في الولايات المتحدة.


خدم حمزة في القوات المسلحة الأردنية وأٌعلن ولياً للعهد في الأردن عام 1999، بعد تولي أخيه غير الشقيق عبد الله الثاني الحكم. وكان الحمزة المفضل لدى الملك الحسين، الذي طالما وصفه علناً بأنه "قرة عيني".


عام 2004 جرّد الملك عبد الله الأمير حمزة من لقب ولي العهد، ليحلّ نجله الحسين بن عبد الله مكانه في ولاية العهد، بحسب الدستور الأردني الذي ينصّ على تعيين أكبر أبناء الملك ولياً للعهد.


بعد تجريده من ولاية العهد، لم يُعرف للأمير حمزة دوراً سياسياً واضحاً، وهو تولى مناصب شرفية مثل قيادة فصيل في السرية الثالثة ضمن صفوف كتيبة المدرعات الملكية، والرئاسة الفخرية للاتحاد الأردني لكرة السلة. وعُين في منصب الرئيس الأعلى لمؤسسة البيت للفكر الإسلامي، بالإضافة إلى توليه مهام رئيس مجلس أمناء متحف السيارات الملكي، والنادي الملكي للرياضات الجوية.


وبينما لم يكن للأمير حمزة نشاط سياسي مباشر، شارك في بعض المناسبات التي ألقى فيها خطابات باتت متداولة على نطاق واسع وحظيت بشعبية واسعة في الأردن.


ولاقت كلمة ألقاها في حفل تخريج طلاب مدرسة، في العاصمة عمّان عام 2018، رواجاً هائلاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كان قد تحدث فيها عن صعوبة الأوضاع التي يعيشها الشعب، وعن الفساد الذي تشهده البلاد.


وحظيت صفحة غير رسمية على موقع "فايسبوك"، تحمل اسم الأمير حمزة، بتفاعل واسع مع نشرها لصور ومقاطع مصورة تُظهر زيارات الأمير إلى مختلف المناطق الأردنية وقربه من فئات كبيرة من الشعب ومشاركته بمناسبات لعائلات أردنية، ووضعته في دائرة الضوء على مدى الفترة الأخيرة.


وفي المقطع المصور الذي سُجل ليل السبت، قال الأمير حمزة: "تلقيت زيارة من رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الأردنية صباح اليوم أبلغني فيها بعدم السماح لي بالخروج والتواصل مع الناس أو مقابلتهم لأن انتقادات وجهت للحكومة أو الملك في الاجتماعات التي كنت حاضراً فيها - أو على وسائل التواصل الاجتماعي المتعلقة بالزيارات التي قمت بها".



وأضاف أنه لم يُتهم بتوجيه الانتقادات. لكنه أوضح أنه لم يكن جزءاً من أي مؤامرة وقال: "لست الشخص المسؤول عن انهيار الحوكمة والفساد وعدم الكفاءة التي كانت سائدة في هيكلنا الحاكم منذ 15 إلى 20 عاماً وتزداد سوءاً.. ولست مسؤولا عن قلة ثقة الناس بمؤسساتهم".


وقال: "لقد وصلت إلى نقطة حيث لا يستطيع أحد التحدث أو التعبير عن رأي في أي شيء دون التعرض للتنمر والاعتقال والمضايقة والتهديد". وأعلن الأمير أن حراسّه الشخصيين تم اعتقالهم، وأنه هو وأسرته في قصر السلام، وأن اتصالاته باتت مقيدة، ملمحاً إلى أن هذا المقطع المصور قد يكون آخر ظهور له، بعدما علم أنه طُلب من شركة الاتصالات وقف شريحته عن العمل.

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

الصادق: بحثنا مع بيكر في موضوع إدراج لبنان على اللائحة الرمادية

حمدان: هناك اللجنة الوزاريّة المختصّة بمعالجة موضوع النازحين لا تجتمع

حراك المعلمين المتعاقدين: لن نشارك بأعمال المراقبة والتصحيح

فوز الرياضي بيروت على ‎غورغان الإيراني بنتيجة 95 – 60 في أولى مواجهات نهائي غربي آسيا بكرة السلة

توقيف 3 أشخاص لارتكابهم جرائم مختلفة ضمن إطار التدابير الأمنية

مقدمات نشرات الاخبار المسائية

نمر: صفر علاقة بين درجة الحرارة المرتفعة وبين حركة القشرة الأرضية

القاضي منصور يتسلّم التحقيق في ملف باسكال سليمان