يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13

ازدياد وفيات كورونا يطرح تحديات الدفن في المناطق

Wednesday, January 27, 2021 6:32:31 PM



في ظل الانتشار الكبير لوباء كورونا والارتفاع الكبير في عدد الوفيات خصوصاً في الشهر الأول من السنة، بدأت البلديات والمنظمات الأهلية اتخاذ إجراءات عديدة تتلاءم مع هذه الزيادة، وخصوصاً أن مراسم الدفن وطريقته ومكانه لها بروتوكولات محددة عالمياً، وتختلف عن المراسم العادية، كما أنها بدأت تسبب بإشكالات بين سكان القرى والمناطق، وسط خوف من تفشي العدوى حتى بعد الوفاة.

وتجاوزت أعداد الوفيات بسبب كورونا في لبنان الـ 2500، ويقول رئيس قسم الأمراض الجرثومية في مستشفى "اوتيل ديو" الدكتور جاك شقير لـ"النهار" إنه "في عملية حسابية سريعة، يمكن أن نفهم مسار الوفيات وارتفاعه، لأنه من أصل 5000 إصابة يومية يتوفى حوالى 50 شخصاً إذا كانت النسبة 1%، و100 وفاة إذا ارتفعت نسبة الوفيات إلى 2%. بعلم الحسابات تُعتبر منطقية، لكن على أرض الواقع هي قاسية وموجعة أن نخسر 60 و100 شخص يومياً بسبب الفيروس. وبالرغم من كل التحذيرات وتوصياتنا الطبية لعدم الوصول إلى هذه المرحلة إلا أننا لم نلقَ آذاناً صاغية ولم يلتزم كثيرون بالإجراءات الوقائية". 

وفي خطوة لافتة، بادرت بلدة السكسكية في منطقة الزهراني (قضاء صيدا) إلى استحداث مقبرة جديدة خاصة بالمتوفين بكورونا من أهالي البلدة، وقد بوشر الدفن فيها وذلك نظراً لارتفاع عدد الاصابات واستعداداً لأي طارئ محتمل.

 ولا يستطيع أحد الاقتراب من جثمان المتوفى. ويتم الدفن بغياب الأهل والعائلة. يقفون بعيداً ويوّدعونه.

الحاج محمد مشلب (من ممثلي الأوقاف في البلدة) قال: "لقد اتخذنا في البلدة مؤخراً قراراً باستحداث مقبرة ندفن فيها موتى وباء كورونا، بعيداً من المقبرة العادية، وقد باشرنا الدفن فيها حديثاً لحصر وفيات مرضى هذا الوباء فيها تحديداً، حيث تم اليوم دفن أحد المتوفين بهذا الوباء وهو الثاني الذي يجرى دفنه منذ استحداثها".

وأوضح مشلب أن فريقاً خاصاً يتولى عملية الدفن في هذه المقبرة من "الهيئة الصحية الاسلامية" أو الدفاع المدني، بكل مراسيمها ومستلزماتها، من لحظة الاعلان عن الوفاة وإجراء المقتضى المتعلق بهذا الأمر وصولاً الى إحضار الجثمان من المستشفى إلى المقبرة والدفن. وبطبيعة الحال، يكون هذا الفريق مجهزاً بلباس خاص وتعقيمات معينة، ويقتصر التشييع على الفريق المختص وأحد المشايخ للصلاه عليه... وحتى نحن كفريق من الأوقاف مهمتنا حفر القبر وتجهيزه فقط فرمي التراب يكون عبر الجرافة.

ويخلص مشلب إلى أن كورونا ليس مزحة، وعلينا الالتزام بالحجر وتطبيق الإجراءات الوقائية المتعلقة بالتباعد الاجتماعي ووضع الكمامة والتعقيم".

إمام البلدة الشيخ قاسم سبليني الذي تولى الصلاة على المتوفى قال لـ"النهار": "عزيز علينا أن ندفن أحبتنا بهذه الطريقة حيث لا يتمكن الأحبّة من توديعهم والمشاركة في تشييعهم نتيجة هذا الوباء القاتل، ومن هنا يكون الدرس بوجوب الالتزام بكل التعليمات التي تصدر عن السلطات اللبنانية المحلية والبلدية من التباعد وعدم الاختلاط ولبس الكمامه والحجر وعدم السلام باليد". 

وأضاف: "يجب ان نعلم أمرين: أولاً أنه لا يجوز أن نرمي أنفسنا بالتهلكة، وثانياً من تسبّب بعدوى لشخص وتسبّب بضرره وبمرضه أو بموته فهو مسؤول عنه أمام الله، لذلك علينا مسؤولية كبرى ألا نكون سبباً في نقل العدوى للآخرين وفي مرضهم وموتهم".

علي عسيلي، أحد المشاركين في عملية الدفن وممن أصيبوا بالوباء وتعافى منه، شرح أن "المتوفى يدعى محمد عقيل سويدان ويبلغ من العمر 82 عاماً، وقد أصيب بالوباء أثناء حجره في منزل ابنته في بلدتنا وتوفي بسبب تدهور حالته الصحية لأنه يعاني من أمراض القلب والسكري والضغط، ومن هنا نقول للجميع إن كورونا موجودة ليست مزحة، وهي خطيرة...".

ومن الجنوب إلى الشمال، حيث أفاد مندوبنا ميشال حلاق عن تشكيل فريق من المتطوعين من أبناء بلدة القبيات في صلب عمل خلية الأزمة في البلدة، ومهمته اتخاذ كافة التدابير الاحترازية الوقائية خلال دفن ضحايا فيروس كورونا، والتي تتم مباشرة في المدافن، تحوطاً للحدّ من الاختلاط العام خلال مراسم الدفن للحد قدر الامكان من مخاطر تفشي فيروس كورونا.

وتم تأمين المستلزمات اللوجستية الخاصة لضمان الحماية الصحية للفريق المدرب بشكل جيد على تنفيذ هذه المهمة في ظل هذا الظرف الصحي الصعب.

وتُعتبر الالتهابات الرئوية، وفق ما شرح رئيس قسم الأمراض الجرثومية، الدكتور جاك شقير، الأكثر خطورة والتي تُسبب الوفاة بفيروس كورونا. وتضرر الرئة وانخفاض الاوكسجين هما المسببان لدخول المريض إلى المستشفى. المشكلة إذاً في ضيق التنفس الذي يكون نتيجة إما التهاب في الرئة أو جلطات. وعليه يُعتبر ضيق التنفس والالتهاب الرئوي والجلطات من الأسباب الأساسية للوفاة.

لذلك ننصح الأشخاص الذين هم فوق الـ65 أو الذين يعانون من أمراض مزمنة ومشاكل صحية سابقة مثل قصور كلى، والذين يعانون من البدانة، عدم التأخر في طلب العلاج واستشارة الطبيب فور إصابته ومتابعتهم. أما العارض الأساسي الذي يجب عدم إهماله هو ضيق التنفس واللهاث والتنفس السريع، ويجب على المريض التوجه فوراً إلى المستشفى".

ويتوجه بنصيحة لإنقاذنا: "إذا لم يلتزم الناس سنغرق ونغرق ونغرق. ما نعيشه في لبنان تختبره كل الدول، ولكن الالتزام عند بعضها جعلها تتفادى الوقوع في سيناريو كارثي. ليس علينا أن ننتظر الدولة لتطبق القرارات والاجراءات، فهذه صحتنا وحياة عائلتنا، ولن يخاف أحد عليها أكثر منا". 

النهار

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

بروتوكول تعاون بين جامعة بيروت العربية وجمعية "بيروت بخير"

سامي الجميّل لنصرالله: أنت تجلب “الدب عالكرم”

بري يتابع شؤونا صحية مع الأبيض ويستقبل العريضي

توضيح من الدفاع المدني

البطريرك روفائيل ميناسيان يلقي رسالة عيد الفصح السبت المقبل

اليازا: استمرار التعاون مع الجيش لنشر الوعي على السلامة المرورية

لأن الجلسات المفتوحة حكمية لفوز المعارضة... الثنائي متمسك باقفال المحضر لتعطيل نصابها

فرار داني الرشيد من مبنى حماية الشخصيات