يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

الفواجع تنهش لبنان.. طفلان دُفنا في البحر.. و"عبّارة الموت" بين المهاجرين والمهرّبين

Sunday, September 20, 2020 10:30:20 AM

كتبت صحيفة "الراي" الكويتية: لبنان الآن كأنه "جمهورية موت" يَحْكُمُها صراعٌ على "حقيبةٍ ملغومة" اسمُها حقيبة المال في الدولة المُفْلِسة... موتٌ في المرفأ، موتٌ في البيوت الآمنة، موتٌ في البحر، موتٌ في الغرف السوداء، موتٌ في الشارع، وموتٌ بـ "كورونا". كأن لبنان المُحْتَضِر يموتُ في مستهلّ مئويته الثانية... السياسةُ في "دُرّة الشرقيْن" ماتتْ وتُميتُ على عتبةِ وليمةِ الشهياتِ المفتوحة على السلطة بذرائع محلية وبأذرعٍ لمشاريعَ إقليمية تسترهن أرواحَ الناس وحبلَ النجاة وفرصَ الإنقاذ من تحت الأنقاض.

... إنهما إيلان الكردي وأكثر، وهذه المَرّة على قياس وطنٍ صارتْ أزماتُه تَنْهَشُ أبناءه الذين يعاندون "باللحم الحيّ" أنيابَ الجوع والفقر، فإذ بهم يطاردون أحلامهم الصغيرة خلف البحار علّها تطرد كوابيس العيش "من قلّة الموت" الذي لا يلبث أن ينقضّ عليهم من قلب الأزرق الكبير.
محمد وسفيان طفلان (يناهز عمرهما سنتين) كانا على "عبّارة موتٍ" (قضى عليها نحو 10 أشخاص) علقتْ لأيام في البحر في الطريق غير الشرعي إلى قبرص، فلم يقوَيا على مقاومة الجفاف ونقص الطعام فلفَظا أنفاسَهما تباعاً في أحضان ذويهما شربوا الكأس الأمرّ، رؤية أحدهما يحتضر "الدم بدأ ينزل من رقبته ثم من ظهره. فجّرت حرارة الشمس عروقه"، ثم القرار المُفْجِع بدفْنهما في البحر (لَفَظَ أمس محمد على شاطئ البترون)، "مات ابني سفيان بسبب العطش، كفنته بيدي، وغسلته بيدي، وبيدي رميته في البحر بعد ثلاثة أيام،لأنني فقدتُ الأملَ"، قال والده.

هو البحر نفسُه الذي كان شاهِداً في 4 آب الماضي على "بيروتشيما" الذي "التهم" 193 شخصاً آخِرهُم لَفَظَ أنفاسَه أمس، فيما كانت عائلات عدد من ضحايا الانفجار الهيروشيمي الذي لم تكتمل بعد لائحةُ ضحاياه (ما زال 9 في عِداد المفقودين) ينفّذون تحركاً على مقربة من "مسرح الجريمة" في المرفأ مطالبين بتحقيقٍ لا يوفّر "الرؤوس الكبيرة" وإلا "الدم بالدم".
تحقيقٌ كي لا يُقْفَلَ ملف «انفجار القرن» على أنه "جريمة طائشة" (بفعل الإهمال) كما الرصاص الطائش الذي سدّد هدفاً قاتلاً في رأس لاعب منتخب لبنان في كرة القدم محمد عطوي الذي فارق الحياة الجمعة، بعد نحو شهرٍ من معاندته الهزيمة أمام موتٍ غَدَر به في كنف "دولة طائشة".
دولةٌ لم تعُد يومياتها تتسع لفواجع متدحْرِجة، لم يكن أقلّها مأسوية الجريمة المروعة التي ذهبت ضحيتها ابنة الـ 14 ربيعاً (زينب.ح) التي أُحرقت حيةً (بالبنزين) حتى آخِر رَمَقٍ على يد "جزاريْن" كبّلاها في غرفةٍ داخل شقة في ضاحية بيروت الجنوبية ليُعثر عليها جثة متفحّمة لم يُتِح تَشَوُّهها حَسْمَ منسوب الفظائع التي تعرّضت لها قبل "إعدامها رمياً بالنار".
فظائعُ تُنْذِر بما هو أدهى على جبهة "كورونا" الكاسِر الذي يتمدّد بشراسةٍ على امتداد لبنان الذي يَمْضي من رقمٍ قياسي إلى آخَر في الإصابات اليومية والوفيات التي سجّلتْ الجمعة وثبةً مُرْعبةً مع 18 حالة وفاة (بينها لشابٍ في الـ 18 من عمره) و750 حالة جديدة، وسط استسلامٍ رسمي بدا وكأنه رفعٌ للرايات البيض أمام «وحشٍ» يُخشى أن يحوّل استراتيجيةَ «مناعةِ القطيع الناعمة» قبوراً مفتوحةً.
المصدر: الراي الكويتية

كتبت صحيفة "الشرق الأوسط": لا تزال أخبار "عبارة الموت" المأساوية التي كان على متنها عشرات اللبنانيين الهاربين إلى قبرص تتوالى، مع استمرار عمليات البحث عن المفقودين، وكان آخرها العثور على جثة رجل وأخرى لطفل لا تزال مجهولة الهوية.

وأمس، عملت وحدة الإنقاذ البحري في الدفاع المدني على انتشال جثة الطفل قبالة ساحل البترون، ونقلتها إلى مستشفى طرابلس الحكومي، بعدما عاينتها الأجهزة الأمنية المختصة.
وأعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه أن "وحدات من القوات البحرية في الجيش تواصل تكثيف دورياتها، داخل وخارج المياه الإقليمية اللبنانية، وعلى طول الشاطئ، بحثاً عن مفقودين كانوا في عداد الأشخاص الذين حاولوا الهجرة على متن أحد المراكب إلى قبرص".

في موازاة ذلك، أوقفت شعبة المعلومات في طرابلس برهان ق.، كونه أحد الذين تقاضوا الأموال، بصفته وسيطاً بين المهاجرين والمهرّبين في "عبّارة الموت".
وكانت العبارة قد انطلقت يوم الاثنين، 7 أيلول، من شاطئ البرج في شمال لبنان، متجهة نحو قبرص وأوروبا، وعلى متنها عشرات اللبنانيين الباحثين عن حياة أفضل عن تلك التي يعيشونها في لبنان.
وكان على متن العبارة التي أطلق عليها تسمية «عبارة الموت» نحو 50 شخصاً، رغم أنها لا تتسع لأكثر من 30، وتوقفت في عرض البحر، حيث علق اللبنانيون لأيام من دون مأكل أو مشرب، ما أدى إلى فقدان ووفاة عدد منهم، فيما روت إحدى الأمهات لـ"الشرق الأوسط" أنها اضطرت إلى أن ترمي جثة ابنها الرضيع في البحر.

المصدر: الشرق الأوسط

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

بالفيديو - اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر

تعرفوا إلى أحدث مزايا "ChatGPT"

نجم تركي يشتري مدرسته ويهدمها حجرا حجرا!

مطار عربي في الصدارة... تعرفوا على أفضل مطارات في العالم!

وائل كفوري يفاجئ ابنة إعلامية لبنانية شهيرة في عيد ميلادها... ووالدتها تعلق

نوال الكويتية تتعرض لوعكة صحية

إحياء الذكرى السادسة لمؤتمر "سيدر"

بعد الصدمة التي أحدثها هاتف "هواوي"... واشنطن تُقلّل من شأن الرقاقة التي تدعمه