يومية سياسية مستقلة
بيروت / °13

أزمة شحّ المحروقات: الكميات كافية... ولكن!

Tuesday, September 8, 2020 4:44:53 PM

منذ أن تظهّرت الأزمة الاقتصادية تتفاعل أزمة شحّ المحروقات المدعومة من مصرف لبنان لتأمين استيرادها، وفي الأيام القليلة الماضية بدأت محطات المحروقات تقفل أبوابها واحدة تلو الأخرى لأن خزاناتها فارغة بسبب عدم تموينها من الشركات التي أعلن بعضها أمس التوقف عن تسليم البنزين بسبب عدم فتح الاعتمادات ما يسمح بإفراغ بواخر الشحن، وفق ما أكّدته نقابة أصحاب المحطات، مطالبةً مصرف لبنان بـ "الموافقة فوراً على تأمين اعتمادات باخرة أو اثنتين لتفادي أزمة خانقة والعمل بسرعة على وضع جدولة لاستيراد المحروقات لغاية وضوح مصير الدعم، خصوصاً أن وزارة الطاقة والمياه سلمت مصرف لبنان كافة المعلومات المطلوبة في هذا الخصوص كما أكد الوزير ريمون غجر".    

وفي حديث لـ "المركزية" أوضح عضو نقابة أصحاب المحطات في لبنان​جورج البراكس أن "هناك شحّا في البضائع لحين معالجة موضوع الاعتمادات، وبعض الكميات متوافرة في خزانات الشركات المستوردة لذلك المفروض البدء بتسليمها للسوق المحلي، وفي التوازي تعالج قضية الاعتمادات مع مصرف لبنان ووزارة الطاقة، إذ كان الأول طلب من الثانية إبلاغه بكميات المحروقات التي ستستورد لجدولتها وتأمين الدولارات اللازمة لهذا الغرض، كذلك طالب بعدم طلب بضائع أو فتح اعتمادات قبل إبلاغه مسبقاً والحصول على موافقته، وهذا ما لم يحصل حيث وصلت بواخر شحن لم تغط مسبقاً من "المركزي" بالتالي لم تؤمن لها العملة الصعبة على سعر صرف 1500 ليرة لبنانية وهذا الجدل خلق أزمة راهناً. صحيح أن الكميات المتوافرة في السوق قليلة، إلا أنها كافية لتخطي هذه المرحلة لحين توصّل مصرف لبنان ووزارة الطاقة إلى حلّ مع الشركات المستوردة خلال الأيام المقبلة".

ولفت إلى أن "على الشركات توزيع البضائع الموجودة لديها، على أن تكشف وزارة الاقتصاد والتجارة على الكميات المخزّنة لإراحة مصرف لبنان المتخوّف من التخزين في حال رفع الدعم وهكذا يتأكّد من أن حاجة السوق حقيقية"، مؤكداً "أننا سنواجه هذه المشكلة في مرات أخرى في حال عدم إيجاد الحلول وسنصل إلى تعقيدات عدّة والآتي سيكون أعظم في هذه الحالة واقتربنا من هذا الواقع".

ونفى البراكس أن يكون دعا إلى الإضراب أو حتى أقدم على إثارة الموضوع بأي شكل من الأشكال في أي من تصاريحه "لا بل على العكس شددت مراراً على أن هذه الأمور تحلّ بالتفاهم بين المعنيين".

وفي ما خصّ  الاتجاه إلى رفع الدعم عن استيراد المحروقات، علّق قائلاً "نطالب بأن يكون تدريجياً لتحضير المستهلك على ارتفاع الأسعار وإطالة أمد القدرة على الدعم، في حال طبق القرار جدّياً. وفي الوقت نفسه، المطلوب وضع آليات تتناول كلّ تفاصيل المرحلة المقبلة وما تحمله من تغييرات، مثل كيفية تأمين الدولارات للاستيراد، وتحديد دور وزارة الطاقة في جدول تركيب الأسعار إذ في حال اللجوء إلى السوق السوداء لـتأمين الدولار هل ستتبقي الوزارة على تدخّلها في تحديد سعر صفيحة البنزين؟ أم سيصبح حرّاً؟ هل ستكون لمصرف لبنان آلية لتسهيل شراء الدولارات؟ إذا نعم ما هي هذه الآلية؟ هل المصارف التجارية ستؤمن الدولار بسعر السوق السوداء للمستوردين أم أنهم سيلجأون إليها بأنفسهم لجمعها؟ هذه النقاط وسواها من الضروري بحثها لأنها لا تزال مبهمة. من هنا، من المفترض أخذ الأمور على محمل الجدّ وتحمّل المسؤولية عبر تأليف لجنة تحت إشراف رئاسة الحكومة، تضمّ وزارتي الطاقة والاقتصاد ومصرف لبنان والشركات المستوردة ونقابة أصحاب المحطات، تتولى درس التعاطي في المرحلة المقبلة والتحضير لها، من دون أن تترك الأمور للحظة الأخيرة، خصوصاً واننا على أبواب الشتاء ولا يمكن القول فجأة لا نملك الدولارات ولا سلع أساسية متوفّرة".

وختم البراكس "الحلّ الوحيد الممكن أن يبشّر ببصيص أمل يكمن في اتفاق الفرقاء السياسيين على التعاون الكلي مع رئيس الحكومة المكلّف لتشكيل حكومة بسرعة، قادرة على تنفيذ الإصلاحات التي طالبت بها فرنسا والمجتمع الدولي كشروط لتقديم الدعم للبنان، خصوصاً وأنها مطالب الشعب وكلّ من يريد مكافحة الفساد. هذه الفرصة الأخيرة وإلا الوصول إلى الخراب محتّم".

المركزية

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

"مشروع وطن الإنسان" احذروا إحياء الشوائب..

بروتوكول تعاون بين جمعية بيروت بخير وجامعة بيروت العربية لتوفير الخدمات الصحية للمرضى المحتاجين

جمعية تجار صيدا أعلنت فتح الأسواق ليلا بدءا من الإثنين وحتى ليلة عيد الفطر

بوشكيان يتابع العلاقات بين لبنان وألمانيا

الحاج حسن: الخسائر الزراعية جنوبًا تفوق 2,5 مليار دولار

حمية يتابع مع الصمد شؤوناً إنمائية وانهيارات الطرقات

قراران لوزير المالية بتمديد مهل

الوزير بيرم إلتقى وفد "المجلس العمالي الكتائبي" : اتفاق على التواصل وبناء الجسور والثقة