يومية سياسية مستقلة
بيروت / °19

حكومة حسان دياب "وصندوق باندورا"

Thursday, July 2, 2020 12:18:26 PM

بقلم ماري ناصيف – الدبس

لم تترك حكومة الدكتور حسان دياب واحدا من شرور الدنيا إلا وأنزلته باللبنانيين...
الخبز الذي رفع وزير الاقتصاد سعره إرضاء لأصحاب الأفران الذين يستخدمون الطحين المدعوم لغير الرغيف، فيجني بعضهم بذلك الثروات الطائلة على حساب عمالهم بل وأكثرية الشعب اللبناني التي تساقطت تحت خط الفقر.
المواد الغذائية التي طار سعرها عاليا إلى درجة لم يعد بإمكان الكثيرين الحصول سوى على النذر اليسير منها.
الدواء الذي اختفى، وبالتحديد أدوية الأمراض المزمنة، على الرغم من "قرار" السلطة التنفيذية بتقديم الدعم للمستوردين.
أما حال الكهرباء فإلى الحضيض، وربما الاختفاء، رغم وصول باخرتين استعجل وصولهما وزير الطاقة من خلال تخطي حاجز المناقصات وفض العروض.
وأما الليرة، فتقلصّت قيمتها إلى درجة ذابت معها الأجور والرواتب والمعاشات التي لم تعد تسمح لأكثر من ستين بالمئة من اللبنانيين من العيش بكرامة الحد الأدنى... وها هو أحد الوزراء "يبشرنا" اليوم أن الدولار سيتجاوز عتبة العشرة آلاف ليرة، بما يجعل الحد الأدنى للأجور– غير المطبقّ في حالات كثيرة – يقارب الستين دولارا، مما يعني أن بعض العائلات اللبنانية، التي تعيش بواسطة معيل واحد، لن يكون بمقدورها سوى شراء الخبز ،هذا إن وجد...
كل ذلك، في وقت يدفع فيه حاكم مصرف لبنان (المحمي من الفاسدين) بمليارات الأوراق النقدية التي تحمل على جنباتها أرقاما لا نفع فيها، ويزداد فيه العنف السلطوي، والقمع والاعتقالات، والتهديد بتطبيق مواد في بعض القوانين، ومنها قانون العقوبات، من أجل كم الأفواه ومنع حرية التعبير والكلمة، خاصة وأن ما يجري داخل جدران الحكم وفي أروقته يؤشر إلى أن انهيارالمعبد أصبح وشيكا، بل وشيكا جدا.
كل هذه المصائب ذكّرتني اليوم بأسطورة "باندورا" التي أمر الاله زويس بخلقها كجزء من معاقبة البشرية التي حاولت التمرد عليه، ومن ثم أعطاها صندوقا (والبعض يقول جرّة) يحتوي كل الشرور ،بدءا – كما يقول هيزيود الاغريقي مؤلف الأسطورة – بالمرض والحرب والمجاعة والبؤس والجنون و الخداع... غير أن زويس وضع أيضا في صندوق باندورا "الأمل" لمن يعرف كيف يستخدمه، بل لمن يريد استخدامه.
فيا شعب لبنان العظيم، لم يعد لك من خيار سوى "الأمل" تواجه به "شرور" الذين يحاولون إغراقك في اليأس...

بيروت في الأول من تموز 2020

يلفت موقع "اللبنانية" انه غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر الّا عن وجهة نظر كاتبه او مصدره.

 

مقالات مشابهة

خاص- تغيير الوضع الراهن بين إسرائيل ولبنان: الخيارات الأمريكية

خاص- إيران تستعد للضربة المنتظرة ضد اسرائيل.. تقرير يكشف

خاص- عمليات حزب الله تحولت الى نوعية.. كم عسكري اسرائيلي قتلت؟

خاص- تقارب محتمل بين الإمارات وحزب الله؟

خاص- اقرأوا هذه التفاصيل.. هكذا تستعدّ إسرائيل للحرب مع "الحزب"

خاص- أسلحة أميركية جديدة إلى إسرائيل

خاص- الولايات المتحدة قلقة على لبنان من إسرائيل.. لماذا؟

خاص- كيف ساعدت الدول العربية في التوصل إلى قرار لوقف إطلاق النار في غزة؟