في اليوم الأخير قبل أن تنحسر غدا، أبت العاصفة التي تضرب لبنان منذ بداية الأسبوع الجاري أن تودع من دون أن تسبب في مزروعاته وبيوته وطرقاته مزيدا من الأضرار.

راشيا: وفي السياق، وفي راشيا تحديدا، اكتسحت الثلوج معظم جبال وقرى وبلدات منطقة راشيا والقرى المرتفعة في البقاع الغربي التي يزيد علوها 1100 متر، فيما شهدت القرى السهلية هطولات مطرية غزيرة منذ مساء امس، وعملت فرق جرف الثلوج بالتعاون مع شرطة اتحادي بلديات قلعة الاستقلال وجبل الشيخ ووحدات الجيش والقوى الأمنية على تسهيل مرور السيارات غير المجهزة، في وقت تسببت الثلوج المتراكمة بإعاقة المرور على الطرق الجبلية، لا سيما مهنها طريق ينطا وبكا ودير العشاير وعين عطا وعيحا والسلطان يعقوب ولبايا وميدون.

وأوضح رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ رئيس بلدية راشيا صالح أبو منصور "أننا وضعنا خطا ساخنا للتواصل المباشر مع الأهالي، رقمه 76909767"، مشيرا الى "جهوزية الاتحاد وشرطته وبلدية راشيا، بالتنسيق مع الصليب الاحمر اللبناني في راشيا والدفاع المدني والأجهزة الأمنية ومع مراكز جرف الثلوج التابعة لوزارة الأشغال العامة والنقل، وجهاز القائمقامية، ومعهم مجموعة من المتطوعين للحالات الطارئة اذا ما اشتدت العاصفة في الايام والاسابيع المقبلة، خصوصا تجاه الحالات المرضية"، مطمئنا إلى "استعداد رؤساء البلديات والطواقم البلدية، للتدخل عند الحاجة، بما توفر لديهم من إمكانات، خصوصا الجرافات الصغيرة في بعض القرى".

بدوره، أكد رئيس اتحاد بلديات قلعة الاستقلال فوزي سالم أن "التنسيق قائم مع رؤساء بلديات الاتحاد وشرطته ومع جهاز القائمقامية والقوى الأمنية ومع مراكز جرف الثلوج، للتدخل فورا، خصوصا في القرى المرتفعة، مثل: ينطا وحلوة ودير العشاير وبكا وعيتا الفخار وعين عرب والبيرة".

ضهر البيدر: وكان إقفال طريق ضهر البيدر تسبب بحركة مرور كثيفة وزحمة سير على طريق المصنع - راشيا في اتجاه الجنوب للسيارات والآليات المتجهة إلى بيروت وباقي المناطق، التي غيرت وجهة سيرها تفاديا للعاصفة.

وفي السياق نفسه، اجتاحت السيول مخيمات النازحين السوريين في سهول بلدات لوسي، غزة، البيرة، كامد وجب جنين وحوش الحريمة والمرج والمنصورة .

وشهدت بعض القرى تقنينا قاسيا في التيار الكهربائي، فيما خلفت الرياح اضرارا في خطوط التغذية التي تقطعت اوصالها، وفرضت حصارا على عدد من القرى.

وأحدثت العاصفة انهيارات ترابية، وجرفت صخورا صغيرة على طرق فرعية في بعض القرى واقتلعت أشجارا وخيما زراعية.

حاصبيا: أما في حاصبيا، وعلى رغم انحسار العاصفة والتي بلغت ذروتها خلال ساعات الليل مصحوبة ببرق ورعد ورياح عاتية، انخفضت معها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، وتساقطت الثلوج ابتداء من ارتفاع 900 متر، فأقفلت طريق شبعا - راشيا الوادي وشبعا - الهبارية، وشبعا – كفرشوبا، فإن الثلوج حاصرت مواقع للجيش وقوات "اليونيفيل" في تلال سدانة ومحيط شبعا وكفرشوبا.

ومنذ ساعات الصباح الأولى، عملت آليات وزارة الأشغال العامة على جرف الثلوج وفتح الطرق لتسهيل حركة المواطنين.

وقد تسببت الأمطار الغزيرة بسيول جرفت معها الحصى والوحول إلى وسط الطرق وحولتها إلى مستنقعات، وبانهيارات على جانبي الطريق في العرقوب وحاصبيا، اضافة الى فيضان ضفاف الحاصباني الذي ارتفع منسوب مياهه إلى أعلى معدلاته هذا العام.

صيدا: وفي عاصمة الجنوب صيدا، ولليوم الثاني على التوالي، توقفت حركة الملاحة في مرفأ المدينة بسبب الأنواء، وقد تشكلت السيول على جوانب الطرق في قرى شرق صيدا جراء الامطار الغزيرة.

جزين: وفي الجنوب أيضا، فتحت آليات تابعة لاتحاد بلديات جزين الطريق العام في الحمصية في جزين بعد انهيار صخري ادى الى قطع قسم من الطريق بسبب الاحوال الجوية السيئة.

مرجعيون: كذلك، انهار حائط دعم قرب مبنى على طريق ميس الجبل - بليدا، بسبب غزارة الامطار. وتحولت بعض الطرق إلى ما يشبه الأنهار، ما أدى الى خسائر تقدر بآلاف الدولارات لحقت بالممتلكات بعدما اجتاحت السيول بعض المباني والمستودعات التي أصبحت منكوبة. وحاصرت السيول الجارفة مبنى مهددا بالانهيار.