خاص "اللبنانية"

قبل أيام أعلنت النائبة ستريدا جعجع، وفي خطوة مفاجئة، تعليق "مهرجانات الأرز الدولية" لصيف 2020، نظرا للظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يمرّ بها اللبنانيون، واحتراما لأرواح الشباب ممن اقدم البعض منهم على الانتحار والبعض الاخر يواجه احدى أصعب المراحل في تاريخ لبنان.

كلام النائب جعجع وان شكل صدمة لمحبي المهرجانات وعشاق الفنّ والثقافة، الا انه سرعان ما حوّل الانظار على قضية انسانية بيئية سامية الا وهي توجيه الأموال والجهود التي كان يُفترض تخصيصها للمهرجانات لحماية الثروة الحرجية الثمينة من خلال نظام Smart Forest الذكي سيما بعد ان شهدت مساحات لبنان الخضراء سلسلة من الحرائق شوّهت الثروة الطبيعية وجمالها.

يقول احد مؤسسي شركة Eurisko التي أعدّت نظام Smart Forest المعلوماتي المتقدّم، والذي من هدفه الوقاية المبكرة لحماية الغابات من الحرائق، زياد طوق، عبر "اللبنانية" ان "هذا النظام يدخل ضمن استراتيجية «المدينة الذكية» Smart City وهدفه حماية غابة أرز الرب من الحرائق وقد استغرق هذا المشروع، الذي انطلق من بشرّي نحو 6 أشهر من العمل مع فريق يتألّف من 8 أشخاص منهم علماء بيانات، ومطوّرون ومصمّمون. ويشرح طوق أنّ النظام يتألّف من أجهزة استشعار IOT أي «انترنت الأشياء»، توضع في كافة أنحاء الغابة، وهي عبارة عن أجهزة بإمكانها قياس درجة حرارة الجو، وحرارة التربة، نسبة الرطوبة، سرعة الرياح، مستوى غاز الكربون وثاني أوكسيد الكربون في الجو، في الوقت الحقيقي عبر الانترنت. فترسل كل هذه المعلومات عن أحوال الطقس إلى محرّك هذا النظام.
واضاف "هي تكنولوجيا تأخذ المعلومات والبيانات التاريخية لكل غابة، مثلاً تحدّد في كلّ تاريخ ما كانت العوامل الطبيعية في هذا الوقت، وتكشف عن العوامل التي أدّت إلى الحريق وحجمه في حال وقوعه. وبالتالي، يصبح النظام الذكي قادراً على معرفة كيف تتفاعل العوامل الجوية وما هي العوامل التي تُشعل الحريق في كلّ غابة، وبالتالي، إذا كان الحريق مفتعلا فسينكشف الأمر عند غياب العوامل الطبيعية التي تؤدي إلى نشوب الحريق.
وفي حال توقّع نظام Smart Forest اندلاع الحريق، فهو يدرك ذلك قبل بضع ساعات من اندلاعه بسبب العوامل الطبيعية، ويرسل إشعاراً Notificationعلى شكل SMS أو بريد الكتروني إلى الجهات المختصة ولا سيّما الدفاع المدني أو البلديات. كما يمكن الدخول على نظام المتابعة أو الـDashboard عبر الانترنت لمراقبة ومعرفة وضع الغابة الحالي".

والمشروع الذي أعلنت جعجع، قوبل بدعم مؤسسات عدّة وجهات معلنة، من بينها شركة "ice" لصاحبتها ناتالي رحال التي تشير عبر "اللبنانية" الى ان هذه المبادرة تهدف إلى تشجيع السياحة والثقافة ودعمها، وهو مشروع وقائي، يدرس التربة، الطقس، العوامل الطبيعية، الرطوبة، ويدخل المعلومات المتعلقة بكل غابة إلى البرنامج".
وبينما تسرد رحال مميزات الغابة الذكية وقدرة البرنامج على اكتشاف إن كان الحريق بفعل المناخ أو مفتعلاً، وذلك استناداً للمعلومات التي لديه، تتوقف عند الحرائق التي ضربت مناطق لبنانية مؤخراً والتي كان ممكن تجنبها لو كان البرنامج معتمداً، لتؤكد في الختام على أنّ هذا المشروع هو مشروع وطني، إذ شمل 7 مناطق على مستوى الوطن، مع موقع ثامن وعدت به ستريدا وهو في منطقة إهدن - زغرتا.